
Believe it. Live it! الثبات عند الشدائد بقلم عمار عقيل الحسن
إننا نمر بأوقاتٍ تتسم بالتخبط والأحوال الاقتصادية المتقلبة. فالوضع في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يقع المقر الرئيسي لمجموعتنا، يتغير باستمرارٍ، مع توقعاتٍ قاتمةٍ لمعدلات النمو.
ويعكس رفع الدعم في دولة البحرين، وارتفاع أسعار النفط فيها، وخططها لإدخال ضريبة القيمة المضافة بحلول العام القادم، بعضَ التدابير الجاري اتخاذها إقليمياً، والتي لها تأثيرُ كبيرُ على الشركات وعلى معدلات إنفاق المستهلكين.
إنَّ الفترة الحالية، كما تعلمون جيداً، ليست أول مرحلةٍ صعبةٍ يمر بها عالم الأعمال، بما في ذلك مجموعة بي أم أم آي، ولا ريب في أنها لن تكون الأخيرة. ويتمثل التحدي الذي يواجهنا اليوم في التأكد من امتلاكنا للأدوات المناسبة لمواجهة هذه الأوقات المضطربة وأيّة اضطراباتٍ مستقبليةٍ تلوح في الأفق. إنَّ ثباتنا، وقدرتنا على التكيف كمجموعةٍ، هو ما أكد قدرتنا على البقاء خلال الأزمات المتعددة، والقضيةُ الرئيسةُ الآن هي كيف يمكننا أن نضمن أننا سنواصل البناء على هذا الأساس.
في أوقات الأزمات، وحين يصبح الطريق وعراً، يكون أهم شيءٍ على الإطلاق هو أن ننظر لأنفسنا في المرآة ونتفكَّر في واقعنا. ولعلَّ هذا هو السبب في أنَّ القيمة الأولى للعمل في شركتنا هي "الصدق". وعلى الرغم من أننا نحيا بهذه القيمة في جميع أوقاتنا، فإنَّ الأجدر بنا أن ندرس وننظر بصدق في طريقة إنجازنا للأشياء أثناء الفترات القاسية. هل ثمة شيءٌ نفعله بطريقةٍ أفضل مما كنا نفعله بها من قبل؟ وما الأشياء التي لم تعد مجديةً في العمل؟ وكيف لنا أن نعظم العائد على مواردنا؟ وكيف نضمن استمرارنا في إسعاد أصحاب المصالح وجذبهم للتعامل معنا؟
نسمع كثيراً عن مبدأ "إنجاز الكثير بالقليل" في أوقات الشدة، ولكن كيف يمكنكم تحقيق ذلك بنجاحٍ؟ إنَّ الخطوة الأولى هي أن ترجعوا إلى رسالتكم وتجددوا ارتباطكم بها. ورسالتنا في مجموعة بي أم أم آي هي "أن نكسب قلوب وعقول عملائنا من خلال تقديم خدماتٍ متميزة لهم"، وعلى صعيدنا نحن فإنَّ التزامنا برسالتنا هو ما يحفز نجاحنا حقاً أثناء الشدائد. وهذا هو ما يرشدنا ويعيننا في عملية إعادة تركيز استراتيجياتنا ومبادراتنا على مسألة إبقاء مساهمينا سعداء حتى حين تتحول الاتجاهات الاستهلاكية وتُتخذ التدابير القاسية. وعليه فإننا وإن كنا متأكدين من قدرة منهجنا واستراتيجيتنا على التكيف مع الظروف الراهنة، فلن نساوم أبداً على جودة عروضنا أو على التزامنا الذي لا يتزعزع تجاه عملائنا، مهما كانت الظروف.
وتتمثل الخطوة الثانية في مواصلة تعزيز ثقافة الأداء. إننا في بي أم أم آي نشعر بالفخر حقاً بتحمسنا للأداء العالي المستوى، وسعينا الدؤوب لعمل أشياء أفضل وأعظم. ذلك أنَّ موظَّفينا يستنيرون بقيمنا الخمس لكسب القلوب؛ ألا وهي الصدق والتميز والإنجاز والتقدير وروح الفريق، وإنِّي لأؤمن حقاً بأنَّ من بين صفوفنا بعضَ الموهوبين الذين هم الأكثر إخلاصاً وحماساً في عملهم. لكنَّ هذا ليس من قبيل الصدفة. حيث إنَّ دعم عملية تطوير ثقافة الأداء والحفاظ عليها عملٌ شاقٌ ودؤوبٌ، لكنه جهدٌ مثمرٌ بلا شكٍ، وخاصةً في أوقات الأزمات.
إنَّ الثقافة التي نسعى فيها جميعاً لأداء العمل بأفضل ما عندنا من كفاءةٍ، كفيلةٌ بأن تجعلنا نقف أقوياء حتى في أشد الأوقات. وإنَّ التأسيس لهذا النوع من الثقافة يبدأ أول ما يبدأ من عملية التوظيف. فاحرصوا على التأكد من جلب أناسٍ مناسبين على رأس العمل، أناسٍ سيشاركون قيم الشركة ويسعون لدعم نجاح بعضهم البعض في تحقيق رسالة الشركة.
ويتعين عليكم بعد ذلك أن تلتزموا بمواصلة تنمية قدرات الموهوبين لديكم، وتمكينهم من أداء أدوارهم بأفضل ما أوتوا من كفاءة. وعلاوةً على ذلك، فإنَّ ثقافة الأداء لا سبيل للحفاظ عليها من دون التواصل الواضح المنفتح، والشفافية، والثقة، وروح الفريق، وتقدير الوقت المناسب الذي تُنجز فيه الأشياء بالشكل الصحيح.
على الرغم من أننا قد نكون بصدد مواجهة واقعٍ قاسٍ وآفاقٍ تنطوي على تحدياتٍ، فإننا نستمد قوتنا من التزامنا برسالتنا، وقدرتنا على التكيُّف مع الظروف، وحيوية ثقافة أدائنا، كما أننا نستمدها بالطبع من موظفينا، الذين سيظلون دائماً ركيزةً لقدرتنا على الصمود في وجه التحديات.