
Believe it. Live it الفرص المخبّأة في التغيير – استعراض تجربة ’شينتو توماس‘ المدير التجاري لأسواق الأسرة
عندما انضمّ "شينتو توماس" في العام 1995 إلى مجموعة الـ "بي أم أم آي" للعمل فيها كموظف مؤقت، لم يكن يعلم أن ذلك سيكون بالنسبة له بمثابة بداية رحلة مشوّقة لتطور مساره المهني واكتساب الخبرات.
وخلال عمله لدى مجموعة "بي أم أم آي"، أُعجب شينتو بثقافة ومبادئ العمل فيها لأنها تُتيح فرصاً كثيرة لتطوير أداء الموظفين داخل المجموعة، والانتقال للعمل في أقسامها المختلفة، كما تقدم الدعم التدريبي والتنموي.
عمل شينتو، المدير التجاري لأسواق الأسرة، في أقسام عديدة ومختلفة في مجموعة "بي أم أم آي"، بما فيها قسم المشروبات وقسم الشؤون المالية وقسم تكنولوجيا المعلومات وقسم العمليات اللوجستية بالإضافة إلى أسواق الأسرة، وتولّى مسؤوليات متنوعة كالأعمال الإدارية واختصاصات تكنولوجيا المعلومات، والعمل في إدارة التوريد.
وفيما يلي بعض النصائح التي يشاركنا إياها شينتو والدروس التي تعلّمها خلال تجربته الطويلة. فلقد ساعده كل ذلك في الاستمرار بالنجاح حتى في المنعطفات غير المتوقعة التي كانت تعترض مساره المهني حينما خاض مغامرة الإبحار في مجالات جديدة كليّاً لم يختبرها من قبل.
- العمل بجدّ أساس النجاح
حسبما يعتقد شينتو فإن الجدّ والتفاني في العمل إنما يشكلان ركيزتين أساسيتين للنجاح، بغض النظر عن مجال عملك. وكما يقول: "تتأتى فرص كثيرة من جدّك وتفانيك في عملك، وإن ما تحتاجه هو بناء سمعة حسنة بأنك تمتلك الرغبة والاستعداد للعمل من أجل تحقيق النجاح. فالعمل مع فرق مختلفة وضمن أقسام متنوعة إنما يجعلك تدرك أن التغيير ليس بالأمر السهل على الإطلاق، وأن الانتقال من بيئة عمل إلى أخرى لا يجري بالضرورة بسلاسة. بيد أن المثابرة على العمل بجدّ تمكّنك من المضي قدماً وتعزّز ثقة مدرائك وزملائك في أنك ستتفوّق في أدائك لعملك في مجالات مختلفة نظراً لكونك تتمتّع بأخلاقيات عمل سامية. لا بدّ أنك تحتاج إلى بذل جهد كبير لكي تكتسب خبرات جديدة وتتعوّد على آليات عمل مختلفة أو حتى لتغيّر أسلوب أدائك لعملك بما ينسجم مع منصبك أو وظيفتك الجديدة. إن ذلك كلّه إنما يشكّل "منحنى تعلّمك"؛ ومن دون الجد والاجتهاد في العمل لن تتمكن من إحراز النجاح."
- لا تقلع عن سعيك الحثيث وتعطّشك لاكتساب المعارف
يتطلب العمل الناجح، وخاصة في ظل التبدلات التي نشهدها في بيئات العمل راهناً، فضولاً دؤوباً والتزاماً ثابتاً بالتعلّم مدى الحياة. "منذ أن باشرت عملي وحتى خلال انتقالي بين بيئات العمل المختلفة، كنت دائماً أركّز جلّ اهتمامي على تحديث خبراتي وتطويرها في المجالات التي كنت شغوفاً بها وعلى متابعة دراساتي أيضاً. ساعدني ذلك على أن أغدو واسع الاطّلاع في ميادين العمل المختلفة، كما فتح أمامي الباب نحو آفاق وفرص مستقبلية كثيرة. ولحسن الحظ، فإن مجموعة "بي أم أم آي" تدعم التعلّم وتحفّز التطوّر المهني، وقد ساعدتني في تطوير ذاتي على مدى سنين عدة وذلك من خلال ترشيحي للتدرّب في برامج متنوعة. غير أن هذا الالتزام بالتطوير يتوقّف على أمرين اثنين؛ فمن جهة، على الشركة أن تكون مستعدة لضمان استمرار موظفيها في التدرّب حتى يبقوا روّاداً في مجالات عملهم؛ ومن جهة أخرى، علينا نحن أيضاً أن نغتنم الفرص أينّما أُتيحت لنا. فإذا ما عُرض عليك فرصة التدرّب أو تعلّم شيء جديد، لا تتردد في انتهازها. استكشف وتعلّم وطوّر ذاتك واشهد كيف ستصبح ناجحاً ومفيداً لذاتك ولمؤسستك أيضاً."
- احتضن التغيير ولا تخشَ خوض المجهول
لنكن صريحين. قد يكون التغيير مخيف أحياناً. ومع ذلك، يعتقد شينتو أننا باحتضاننا للفرص المختلفة قد نكسب أكثر بكثير مما نخسر. "إن التكيّف مع التغيير إنما هو مهارة مهمة جداً. وعليك أن تعلم أن كل شيء يتغير في وقت ما. كما إنه من الضروري أن تتأقلم مع تغيرات ظروف عملك وأن تدرك أن بمقدورك معالجتها أنّما واجهتك. فجميع التغيرات التي اختبرتها في عملي أفضت إلى مزيد من النجاح والفائدة على الصعيدين المهني كما الشخصي أيضاً. وقد يمنحك التغيير في بعض الأحيان شحنة ضرورية ودفعاً مطلوباً لخوض تجربة جديدة، ذلك لأنك إن كنت مرتاحاً في مكان عملك بشكل مبالغ فيه، فربما تضيّع على نفسك فرصة الاستمتاع بأكثر الأوقات تشويقاً في حياتك. لا ترفض أية فرصة بدافع الخوف من التغيير، ولتؤمن بذاتك دائماً وبأنك قادر على التعامل مع كل ما سيطرأ مستقبلاً."
- تعرّف على فرص تطوير الآخرين واستفد منها
يضع شينتو بين أولوياته مساعدة أفراد فريقه دائماً في تطوير مسارهم المهني والشخصي. فليس من شأن ذلك أن يبقيهم متحمّسين للعمل وتقديم أفضل ما لديهم فحسب، بل إنه يعتقد أيضاً أن ذلك يساعده على توفير شرط أساسي لنجاحه ولتطوّر مساره المهني الخاص: فهو يضمن بذلك توفير خلف مناسب له يمكن الاعتماد عليه. ويقول شينتو: "دائماً أعلّم أفراد فريقي ما أتعلّمه كما أشاركهم خبراتي، إنه أمر لطالما حرصت على فعله. قد يخشى بعض الرؤساء تدريب مرؤوسيهم على امتلاك المهارات التي تسمح لهم بشغل مناصب الرؤساء أنفسهم خوفاً من خسارة تلك المناصب. لكنني لا أرى في ذلك تهديداً، بل فرصة. إنها لحقيقة مرّة، أن بعض الموظفين يبقون في مناصبهم، لا لسبب سوى أن مديرهم يخشى أن يرقّيهم ولا يجد البديل أو الخلف المحتمل المناسب لهم. إنني أحرص على أن يتعلّم فريقي كيف أنجز أعمالي، لأنني إذا ما وجدت فرصة أخرى وأردت انتهازها، أكون على ثقة بأن باستطاعتي الانتقال إلى المنصب الجديد وبأن هنالك من يستطيع القيام بمهام منصبي القديم، الأمر الذي يضمن استمرارية العمل ويتيح في الوقت ذاته فرص التطور لأفراد فريقي. من الضروري أن يشعر الموظفون بأنهم متمكّنون وبأن مديرهم يدعم تطوّرهم، وإلا فإنهم قد يفقدون الحماسة في نهاية المطاف."
- طوّر شبكة معارفك ولا تنسَ أبداً الأشخاص الذين دعموك
لقد تنوع الأشخاص الذين التقاهم شينتو في مساره المهني بقدر تنوع خبراته ولقد شكلوا بالنسبة له شبكة أصدقاء وزملاء موثوقين. وها هو ذا يقول: "إن التفاعل مع الناس هو من أهم الأمور في مجال الأعمال، إذ إنهم يشكلون في نهاية المطاف أساس تلك الأعمال. فبعض الفرص التي أتيحت لي إنما نتجت عن أن شخصاً ما نصح بي شخصاً آخر وكذلك لأنني عملت على بناء سمعة حسنة بأنني موظف احترافي وشخص يُعتمد عليه. وعلاوة على ذلك فإنك حينما تطوّر شبكة معارفك، تتعرّف على أناس جدد تتعلّم من خبراتهم وتزوّدهم بخبراتك. ولطالما كان ذلك بالغ الأهمية، وخاصة في مجموعة "بي أم أم آي" التي تنشط في 11 دولة وتضم أكثر من 2000 موظف. إن معرفة الناس في الشركة يسهّل مساعدة الناس لبعضهم البعض ويساعد في حل المشاكل، إذ إنهم يعرفون حينئذ إلى من يتوجّهون مباشرة. ولحسن الحظ فإن مجموعة "بي أم أم آي" تستثمر أيضاً في النواحي الاجتماعية للعمل. لقد كنت لسنوات عدة أحد أعضاء فريق "بي أم أم آي" لرياضة "تنس الريشة"، كما شاركت أيضاً في فريق رياضة الـ "كريكت"، الأمر الذي منحني فرصة التفاعل مع موظفي الشركة الذين لا أتواصل معهم عادة أثناء عملي اليومي."
واليوم يبقى شينتو منفتحاً ومستعداً لدراسة أية فرصة جديدة، وهي الطريقة التي يفضلها تماماً. ويختم: "عندما بدأت العمل هنا منذ 22 عاماً، لم أتصور على الإطلاق وجهة مساري المهني. إنني دائم الحماسة لأية فرصة أطوّر من خلالها ذاتي ومساري المهني داخل مجموعة "بي أم أم آي". فمن يعلم بما يخبئه لنا المستقبل؟! غير أنني واثق كل الثقة من قدرتي على التأقلم مع جميع المتغيرات ومواجهتها مباشرة ودون خوف، إذا ما وضعت الدروس آنفة الذكر نصب عينيّ".