
غيّر نفسك قبل أن تغيّر العالم من حولك
يجري بثّ هذه الأخبار في كل النشرات الإخبارية؛ لكن في حال لم يكن لديكم علم بها، فإننا نخبركم بأن عواصف الأمطار الغزيرة والرياح الموسمية والفيضانات الجارفة وحرائق الغابات وموجات القيظ والأعاصير الكاسحة تتزايد في كافة أنحاء المحيط الأطلسي ويتواتر وقوعها في حين يستمر مستوى سطح البحر بالارتفاع.
وإذا لم تشكّل كل هذه الظواهر الطبيعية إثباتاً للناس على حقيقة ظاهرة الاحترار العالمي، فإننا حقاً لا نملك أي إثبات آخر.
بوصفنا مواطنين من هذا العالم فإن من واجبنا الدفع لإحداث تغييرات جذرية فيما يتعلّق بتأثيرنا على تبدّل المناخ، والأهمّ، على السياسات التي تحكم الاستدامة البيئية. ولكن قبل أن نشرع في ذلك كله، علينا أن نعود إلى جوهر الاستدامة الذي هو في الأصل شأن إنساني، وأن نعتني أولاً بصحة وسلامة أجسامنا.
وبعبارة أبسط، كيف لك أن تسعى للحفاظ على بيئتك المحيطة إذا كنت لا تهتم بغذائك وصحة جسمك؟ لذا إن أردنا الاهتمام ببيئتنا والمحافظة عليها، دعونا نقوم أولاً ببعض التغييرات في سلوكياتنا الشخصية التي من شأنها أن تجعل منا أكثر سلامة واستدامة:
- قلّل من نفاياتك: ابتعد عن استخدام السلع البلاستيكية التي لا تصلح سوى للاستخدام مرة واحدة وقلّل من نفاياتك من خلال استخدام أدوات المائدة وأكياس التسوّق وغيرها من المواد القابلة للاستخدام المتكرر... ولا أعذار في هذا الصدد، فالأمر بمنتهى السهولة. اشترِ المنتجات من المزارعين المحليين، قدر الإمكان، وتجنّب الأغذية المعلّبة.
- تحرّك أكثر! وهذه النصيحة بديهية ولا تحتاج إلى تفكير. إن ممارسة الرياضة أمر أساسيّ وضروري إذا ما أردنا المحافظة على أجسامنا صحيّةً سليمة. فعندما نمارس الرياضة، تحدث في داخلنا تبدّلات بيولوجية تساعدنا على تنبيه عضلاتنا وطرح السموم وتنشيط الدورة الدموية وتبادل الأوكسجين –الأمر الذي يحمي أعضاءنا من الضعف والتدهور.
- هل ترغب في تبطيء الاحترار العالمي؟ خفّف من تناول اللحوم... نعم هذا يعني أيضاً الحدّ من استهلاكك اليومي للغذاء. ثمة العديد من الناس لا يرون أي ترابط أو علاقة بين استهلاك اللحوم وتبدّل المناخ. ما نحتاج إلى فهمه هنا هو أن إنتاج اللحوم يخضع لعملية تتطلّب قدراً هائلاً من الطاقة. ويُقال إن الزراعة والثروة الحيوانية مسؤولتان عن 9 بالمئة من الانبعاثات البشرية لثاني أكسيد الكربون. فهي تستهلك المراعي والوقود الأحفوري وغذاء الحيوانات وملايين الأمتار المكعّبة من الماء –وبإمكاننا الاستفاضة في هذا الصدد لكن نأمل أن تكون الصورة قد اتّضحت لك الآن. فكّر في الكمّ الهائل للموارد التي بوسعك توفيرها بمجرد الحدّ من تناول اللحوم.
- تناول وجبات خفيفية صحيّة. على مدى أجيال عديدة، تفشّت أمراض كثيرة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. ولهذا السبب نحن بحاجة لأن نكون مدركين وواعين لخياراتنا فيما يتعلّق بنوعية الغذاء الذي نتناوله. فعندما نستهلك الأغذية المرشوشة بالمبيدات الحشرية، على سبيل المثال، نؤذي أجسامنا والبيئة المحيطة بنا على حدّ سواء. وما نحتاجه الآن هو اختيار وجبات خفيفة صحيّة كالفاكهة والخضراوات الخالية من المبيدات، والوجبات المنتَجة بطرق مستدامة.
ثابروا إلى الأمام، كونوا أنتم التغيير، كونوا أبطال الصحة!