
نهج دينامي يحقق نتائج جديدة بقلم مارِك شيريدان !Believe it. Live it
لا أكاد أصدق أن عامين اثنين قد مضيا على انضمامي إلى مجموعة "بي إم إم آي"، فيا لها من رحلة مذهلة حقاً! ويبدو لي الأمر وكأنني قد تسلّمت الأمس مهامي ومسؤولياتي فقيادة هذه المؤسسة العظيمة.
عندما اُلقي نظرة إلى الوراء، أكاد لا أصدق كم كنّا منهمكين ومشغولين في إنجاز مهامنا خلال فترة وجيزة نسبياً. لقد كانت سنة 2017، بفضل تفانينا في عملنا وجدّنا واجتهادنا ونهجنا المتميز في تأديتنا لمهامنا، سنة ناجحة بامتياز بغض النظر عن تحديات السوق التي اعترضت مسارنا.
وبفضل ثقافة "وينينغ هارتس" الراسخة في ربح القلوب داخل مجموعتنا، امتلكنا أساساً متيناً وعظيماً يمكننا البناء عليه، كما شهدنا جميعاً قدراً كبيراً من التغيير والتطور.
ولو طُلب مني اختيار مفردة واحدة أوجز فيها وصف سنة 2017، لاخترت صفة "الدينامية".
وتنبع هذه الدينامية من تعدد الأمور التي تجري على الأرض وتشابكها، والطاقة والحركة اللتين يستدعيهما إنجاز تلك الأمور، فضلاً عن اعتقادي الراسخ بأن النهج الذي اتبعناه في عملنا خلال هذه السنة كان نهجاً دينامياً بامتياز. لقد كنا نتطلع إلى خوض غمار التحدي، وإحداث التغيير، وصنع الفرْق، وهكذا فزنا بعطاءات جديدة وطورنا أساليب عمل حديثة ونسجنا علاقات جيدة مع مؤسسات عالمية متعددة الجنسيات كما طورنا لوائح طعام جديدة وشهية للمطاعم التابعة لمجموعتنا.
لقد شكل النهج الذي اتبعناه عاملاً أساسياً من عوامل إنجاح هذا العام. كما أسهم امتلاكنا الرغبة في خوض التحديات ومواجهة الصعوبات، وتعزيزنا (وفي بعض الأحيان فرضنا!) لروح التعاون ما بين الجهات المختلفة، واستعدادنا للتواصل مع الآخرين، في كسر الحواجز والتغلّب على المعيقات.
ولطالما عملت منذ انضمامي إلى مجموعة "بي إم إم آي" على تغذية الرغبة في التحدي، إضافة إلى تشجيع الأداء المتميز من خلال برنامجنا "وينينغ هارتس" لربح القلوب. وباعتقادي أننا بتنا كمؤسسة أكثر ارتياحاً وتعوداً على خوض التحديات ومنافسة المؤسسات الأخرى في السوق.
وعلاوة على ذلك، فلقد شهدنا تحسّناً أيضاً فيما يتعلق بكيفية تواصلنا وتعزيز التعاون فيما بين جهاتنا المختلفة. ولكن، كيف نفعل هذا؟ يمكنني القول إن أحد العوامل التي دعمت أعمالنا وعززت روح التعاون فيما بين جهاتنا المختلفة تمثلت في لقاءاتنا التجارية التي نعقدها شهرياً. فهذه اللقاءات توفر وسيلة وأداة فعالة لوحدات الأعمال لدينا لمشاركة المعطيات حول أداء العمل والقضايا والفرص التي يواجهها كلّ منا، وذلك على نحو شامل وكلي.
فضلاً عن ذلك ساعدت أيضاً جلساتنا المخصصة لمناقشة الاستراتيجية في توفير منصة أخرى لتشارك المعطيات مع رؤساء وظائفنا الداعمة والحصول على مساندتهم. وهذا بدوره قد ضمن ليس فقط أن يكون جميع أفراد فريقنا القيادي مدركين لاستراتيجياتنا الأساسية، وتكتيكاتنا، وأدوارهم فيها، بل وأن يشاركوا أيضاً في وضع تلك الاستراتيجيات في المقام الأول –فتغدو ليست ملكاً لشخص بعينه، بل ملكاً للجميع في نهاية المطاف- الأمر الذي حثّ على تعظيم روح الملكية والإحساس بالمسؤولية.
فبنتيجة ذلك، يمكنك أن تشهد التزاماً أكبر وبذلاً لقصارى الجهود في فروع وأقسام المجموعة كافة. وإنه لأمر مشجّع جداً أن ترى ذلك العدد من أفراد فريقنا، بما فيهم الموظفون الذين يعملون في ظل قيادتي المباشرة، يقومون بذلك التحوّل الجوهري، فلا يكتفون بإنجاز المهام الموكلة إليهم ضمن حدود التوصيف الحرفي لوظائفهم، بل يتجاوزونها قدر استطاعتهم.
وعلى نطاق أوسع، شهد العام 2017 أيضاً انتهاجنا لعقد اللقاءات المفتوحة. ولقد كان الهدف من هذه اللقاءات أن أكون متاحاً أكثر لشريحة أوسع من موظفينا، وأن تكون الفرصة متاحة أمامي لمشاركة خططنا الاستراتيجية مع البعض منكم بشكل مباشر وبنفس الوقت الاستماع إلى هواجسكم وأفكاركم وطموحاتكم. ومرة أخرى، يسهم ذلك كله في تعزيز ثقافة عملنا حيث يكون مدراء وحدات الأعمال وخدمات الدعم مسرورين لقدوم فرقهم ومشاركتهم بانفتاح كبير وعلى نحو مباشر مع كبير المدراء التنفيذيين.
وأعتقد أن ذلك يسهم بدوره في بناء الشفافية والانفتاح. واستناداً إلى الآراء والملاحظات التي تلقيتها، يمكننا القول إن هذه اللقاءات قد حققت أهدافها، إذ إنها حظيت بترحيب كبير وبلغت غايتها المنشودة وحققت نتائج إيجابية. ولذلك سنواظب على عقد هذه الجلسات واللقاءات، وسوف تشكل جزءاً أساسياً من برنامجي وجدول أعمالي كلما سافرت لتفقد عملياتنا وراء البحار.
لقد أبلينا بلاءً حسناً في التخلص من العقبات وكسر الحواجز ونسج علاقات العمل الوثيقة، غير أنني لا أزال أشعر أن أمامنا فرصاً كبيرة لتحسين سرعة الإنجاز وجودته. وهذا ما أرغب في أن نركز عليه اهتمامنا في العام 2018.
وهكذا، عندما يتعلق الأمر بإنجاز الأعمال، أشجعكم بقوة على تحدي قدراتكم الذاتية ومحاولة تخطي حدود مقدراتكم. واسألوا أنفسكم: كيف يمكنني تجاوز حدود مهامي ودوري في هذا المشروع؟ وكيف لي أن أتميز في العمل ضمن الفريق؟ متى عليّ أن أبدأ بالعمل؟ وما هي العوامل التي قد تؤخر تقدم الأعمال؟ ومن هم الشركاء الذين أحتاج إلى إشراكهم في العمل؟ وكيف لي أن أتتبع تقدم الأعمال؟ وكيف لي أن أشير إلى القضايا الإشكالية قبل فوات الأوان؟ وعندما أرى فجوة ما في مسار إنجاز الأعمال أو ألاحظ أن أحد الزملاء يواجه مشكلة، كيف لي أن أساعد؟ عليكم أن تشعروا بحس الملكية وتحمل المسؤولية. فذلك أمر في غاية الأهمية.
وبينما نحن على أبواب العام 2018، لا يزال لدينا الهدف ذاته ألا وهو إحراز نمو مستدام ومربح، كما لا تزال ركائز استراتيجيتنا الأربع نفسها، غير أننا سنركز على التكتيكات ضمن تلك الاستراتيجية وسنقوم بها على نحو مختلف بعض الشيء.
ثمة أمر واحد نحن متأكدون منه، ألا وهو انعدام اليقين وغياب الاستقرار. إنني أنظر حولي، فأجد القليل من الأماكن في أرجاء العالم يسودها اليقين والاستقرار. لكن هنالك الكثير من الأمور التي تجري من حولنا، الأمر الذي يجعل عالمنا غير مستقر على النحو الذي نريده أن يكون. كما كان أحد زملائي القدماء يقول: "نحن يتحتّم علينا أن نكون على أهبّة الاستعداد والجهوزية لمواجهة أسوأ ما يمكن أن يعترض مسارنا وأن نتابع بنفس الوقت بذل ما في وسعنا لتحقيق الأفضل". كما سنثابر في تطلعنا لاغتنام الفرص الجديدة لتحقيق النمو والتقدم، وتقليص اعتمادنا على السوق الواحدة. إننا نمضي قدماً في الاتجاه الصحيح؛ ولقد بات الجميع يمتلكون تصوّراً أوضح حيال استراتيجيتنا وما يستدعيه سيرنا نحو الأمام، لذا فلنعمل على إحراز هذا التقدم بمزيد من الاجتهاد.
وهنا أقف عاجزاً عن شكركم لقاء ما تبذلونه من جهود. إنني أقدّر عالياً جدّكم واجتهادكم وأحترم كل من يسعى بدأب ليصنع الفرْق. كما إنني أقدّر تبنّيكم لقيمنا والتزامكم بها، ولذلك فإنكم ستجدونني دوماً إلى جانبكم سنداً وداعماً لكم.
شكراً جزيلاً لأنكم جعلتم عامي الأول ككبير المدراء التنفيذيين في هذه المجموعة الرائعة عاماً ممتعاً وناجحاً.
أتمنى لكم ولأحبابكم سنة جديدة سعيدة!