
شراكة عملية تثمر نجاحاً جماعياً – لقاء مع عمار عقيل الحسن
في إطار تعاون مختلف أقسام بي أم أم آي ودوائرها وفروعها في مختلف البلدان لتحقيق هدف مشترك، عقد فريق الاتصالات والتسويق مؤخراً لقاء مع نائب الرئيس التنفيذي ومدير عام الشؤون المالية عمار عقيل الحسن لمعرفة سبب تركيز المؤسسة واهتمامها الشديد بمفهوم "الشراكة العملية".
لقد سمعنا الكثير مؤخراً عن الشراكة العملية في بي أم أم آي، هل لك أن تخبرنا أكثر عن الأمر؟
إن الشراكة العملية، في رأيي، ليست أمراً جديداً، بل هي أمر لطالما كنا نقوم به طيلة عقود. على سبيل المثال، عندما يمر قسم من أعمالنا في المؤسسة بأوقات عصيبة، نحاول أن نستجمع مواردنا ونوجهها لذلك القسم ونقوم بكل ما يلزم لجعل تلك الأعمال التجارية تنجح. كما أنه عندما ينجح قسم آخر من مؤسستنا في أعماله التجارية نحتفل جميعا بإنجازاتنا معاً في كامل المؤسسة.
ما الذي سيحدث عندما لا تطبق المؤسسة مفهوم الشراكة العملية؟
تتجلى أحد مظاهر التنفيذ الغير فعال للشراكة العملية عندما نبدأ في سماع الموظفين يتحدثون بضمير 'أنا' بدل ضمير 'نحن'. وهذا بالضبط ما يتعارض كلياً مع ثقافتنا المؤسسية في 'Winning Hearts'، حيث يكمن "روح الفريق" في صميم قيمنا ومبادئنا. نلاحظ أحياناً مثل هذه التصرفات المنافية لروح الفريق عندما لا يطبق الموظفون الشراكة العملية بشكل صحيح. أما في مجموعة بي أم أم آي، فإننا نود بالفعل زرع ثقافة روح الفريق حيث "نجاحي" هو "نجاحك" والعكس صحيح. فجميعنا في النهاية فريق بي أم أم آي، أياً كان القسم الذي تنتمي إليه في هذه المؤسسة.
كيف نوازن بين المسؤولية الجماعية والمسؤولية الفردية؟
لا شك أن الربط بين الشراكة العملية والمسؤولية الفردية ومستوى الأداء أمر مهم جداً. ويحدث أحياناً عندما تتحدث عن الشراكة العملية أن يسيء الموظفون فهمك ويعتقدون أنها لا تمت بصلة بالمسؤولية الفردية. لكني شخصياً أعتقد أنهما وثيقا الصلة ببعضهما، وفي حال لم تنتبه لهذه الصلة بينهما فستواجه بعض المشاكل. وهذا ما ينطبق علينا كذلك في بي أم أم آي، ومع أننا نركز على إنجازات الفريق وما حققه من نجاح، إلا أن لدينا تركيزاً قوياً على المسؤولية الفردية أيضاً. يبدي أفضل موظفونا أداءً، بالغ التقدير وعظيم الامتنان للمكآفات التي يحصلون عليها، فضلاً عن التدريب والتطور الوظيفي. إننا نفعل ما بوسعنا لتمكين الموظفين من تقديم أفضل ما لديهم، لأننا نؤمن في ثقافة شركتنا أن فريقنا يتمتع بنسبة عالية من الموظفين ذوي مستوى الأداء العالي. ولك أن تتصور إلى أي مدى ستنجح بي أم أم آي عندما تضم قوة الفريق إلى الحسّ العالي بالمسؤولية الفردية وتقديم أفضل أداء ممكن.
ما هي أهم عناصر الشراكة العملية؟
لا تأتي الشراكة العملية من الفراغ. وأعتقد أن الشراكة العملية تتطلب عنصرين أساسين لكي تنجح، الأول هو الثقافة المؤسساتية الصحيحة، والتي تمثلها في حالتنا ثقافة Winning Hearts’' وقيمها، والثاني أن تدعم هذه الثقافة المؤسساتية الإجراءات الإدارية المناسبة. وأعتبر أن امتلاك رؤية مشتركة عنصر أساسي للشراكة العملية أيضاً، إضافة إلى توفر الثقة والتواصل الواضح والشفاف. ولو أخذنا مثالاً عن ذلك وقلنا أن هناك فرداً أو قسماً من المؤسسة يعمل لوحده منفرداً، فإنهم سيقدمون ما يظنون أنه المطلوب، لكن حتى لو كانت نواياهم حسنة، إلا أنه وفي العديد من الحالات يظهر أن ما كانوا يعتقدون أنه المطلوب لا يطابق ما توقعه منهم الآخرين. وهذا ما يجعل توفر فهم مشترك وتواصل دائم مستمر أمراً ضرورياً للغاية.
ما هي الخطوات التي اتخذتها بي أم أم آي لتعزيز الشراكة العملية؟
من بين الخطوات التي اتخذناها في هذا الإطار أننا قمنا مؤخراً بتطوير "مواثيق للعملاء" حيث ترفع إليه العديد من الأقسام في بي أم أم آي، تقارير واضحة واقعية تعرض مدى التزامهم برؤى زبائنهم الداخليين والخارجيين في العمل. تستند هذه المواثيق إلى التواصل الشفاف والنتائج الملموسة، لأنه كلما كان الغموض الذي يلف التوقعات أقل، كانت إنجازاتنا لما هو مطلوب منا أفضل، بل ويبرز حتى الأمل في تجاوزها. نتج عن هذا الإجراء المتخذ نقاش داخلي صحيّ بين الفريق والعملاء، حيث تمت مناقشة الأهداف الطموحة، وكان المنتج النهائي رؤية مشتركة بين العملاء ومجموعة واضحة من الأهداف الطموحة والواقعية في نفس الوقت.
إذاً ما هي الشراكة العملية الناجحة؟
أعتقد أن بي أم أم آي لديها نماذج ناجحة جداً عن الشراكة العملية. وهذا ما جعلنا في نهاية المطاف حسب رأيي نتميز بامتلاك رؤية مشتركة وفهمٍ مشترك. وهذا ما سيساعد الفريق على امتلاك نهج استباقي مدروس عندما يواجه أي مشاكل تعترضه، ومن ثَم قدرته على علاجها كوحدة واحدة، بالقيام بعمل جماعي يسبقه هدف واضح. ليس من السهل أن تكون منفتحاً للتغيير وأن تكون ديناميكياً، مع أن ذلك أمر ضروري جداً، وهو صعب لأنه يتطلب القدرة على تغيير وضعك بناء على الظروف دون المساومة على قيمك الأساسية.
كيف للموظفين أن يطبقوا هذا المنهج في مؤسساتهم؟
كما لا بد وأنك تعرف، نجد أن عمل بعض الموظفين في بعض الأقسام عمل جماعي بالأساس، وفي هذه الهياكل المؤسساتية هناك مجال واسع لإقامة الشراكات المختلفة. ومع ذلك، أشجع الموظف على أن يكون فضولياً، وأن يتحدث ويتفاعل مع زملائه في الأقسام الأخرى، وأن يتكلم مع مدرائه ورؤسائه في الشركة. لأن هذا سيعزز من توحيد جهودنا معاً للعمل في إطار رؤية مشتركة واحدة. من المهم كذلك أن يبقى الموظف مطلعاً على آخر أخبار الشركة ومستجداتها وأن يكون على علم بما تفعله الأقسام الأخرى فيها. وكموظف عليك أن تتفاعل من تلقاء ذاتك قبل أن يُطلب منك ذلك. وسواءً أشاركت في الفِرق التي تُكوّن من مختلف أقسام الشركة أو انضممت إلى ورش العمل المتنوعة، أو انتسبت إلى فريق التمارين الرياضية بالمؤسسة أو ببساطة جلست مع زملائك حول طاولة القهوة تتبادلون الأفكار. كل ذلك سيجعلك مساهماً في تحقيق نفس الهدف، وهذا بالضبط ما تعنيه الشراكة العملية.