
تجربة طعام لذيذة ومتميزة، حوار مع جيما ليولين، المدير العام لقسم المطاعم بشركة بي أم أم آي
في أواخر التسعينات، دخلت جيما ليولين عالم المطاعم بمحض الصدفة عندما كانت تبحث عن عمل تعيل به نفسها. وأثناء عملها كمضيفة في أحد المطاعم في مدينة لندن، بدأت جيما بالتغلب على التحديات المتزايدة، وشرعت في استكشاف الفرص المتاحة أمامها في هذا القطاع فمناصب متعددة منها نادلة، وساقية، ومدربة لزملائها في المهنة. ونتيجة لإخلاصها المتزايد وقدراتها المتميزة، تم اختيارها للمشاركة في دورة تدريبية حول مهارات الإدارة.
هكذا شقت جيما طريقها في مسيرتها المهنية التي تمتد لأكثر من عشرين عاماً، وهي تشغل حالياً منصب المدير العام لقسم المطاعم في شركة "بي أم أم آي"، حيث تشرف على كل من مطعمنا الإسباني "لافينوتيكا برشلونة"، ومطعمنا الذي يقدم مأكولات ذات نكهة شرقية "ألتو"، و"إليوس كرافت كافي" ومقهى "دليلة". ومؤخراً قابل فريق الاتصالات والتسويق جيما للتعرف عليها بشكل أفضل، ومعرفة الدور الذي لعبته هي وفريقها في تقديم تجربة متميزة لرواد مطاعم ومقاهي "بي أم أم آي".
أخبرينا أكثر عن تجربتك في هذا المجال؟
في البداية كان الأمر بالنسبة لي مجرد وظيفة، لكن شغفي للطعام المتميز والخدمة الاستثنائية جعلني اتخذها مهنة لي. لقد مررت خلال الأعوام الماضية بالعديد من اللحظات والتجارب الممتعة. لن أقول أنني بدأت العمل في المجال رغبة مني في تعلم المزيد عن المأكولات والمشروبات، لكن بمرور الوقت أصبح هذا الميدان أكثر إثارة ومتعة، لاسيما مع توفر فرص السفر العديدة التي أتاحت لي خوض تجارب جديدة كلياً. يخلص المرء في نهاية المطاف بعد العمل طويلاً في الميدان إلى أن تحضير الطعام ليس مجرد روتين، أو أمر اعتيادي بل هو تجربة ممتعة تسعد الكثير من الناس. وهكذا وجدت نفسي شغوفة جداً بجعل تجربة تناول الطعام وتحضيره أكثر متعة وإسعاداً للزبائن، ولحسن الحظ أتيحت لي الفرصة لأفعل ذلك ليس في مكان أو بلد واحد فقط، بل في العديد من البلدان والأماكن. لقد بدأت عملي في لندن، لكنني عملت أيضاً في كل من بيروت، ودبي والآن ها أنا ذا في البحرين!
حسناً أخبرينا كيف تمضين يومك في العمل؟
عادة ما أبدأ يومي بالنهوض باكراً في الساعة السادسة صباحاً وذلك لكي آخذ ابني للمدرسة، ثم أتوقف عند مقهى "إليوس " لتناول القهوة وتصفح رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل. بعد ذلك، يختلف ما أفعله في يومي حسب الحالة وظروف العمل! وذلك لأن العمل في المطاعم هو عمل ديناميكي يتغير فيه الأمور من دقيقة لأخرى. أضف إلى ذلك أن محلات تقديم المأكولات لدينا تتكون من عدة علامات تجارية مختلفة كلياً عن بعضها البعض، ما يمثل لي مجموعة فريدة من التحديات. فخلال اليوم تجد نفسك في إحدى اللحظات جالساً مع فريق المالية، وفي لحظة أخرى مع فريق الموارد البشرية، على سبيل المثال لا الحصر، بعد ذلك تجد نفسك منشغلاً بتقدير التكاليف، ووصفات الطبخ وما شابه ذلك. يمر الوقت سريعا قبل أن تدرك أنها الساعة الخامسة مساء، وهو الوقت الذي ينهي فيه معظم الناس يوم عملهم ويتجهون نحو منازلهم، وهو الوقت ذاته الذي ينشط فيه اثنان من مطاعمنا. فمساءً أذهب إلى مطاعمنا "لافينوتيكا برشلونة" و "ألتو" لتفقد طاقم الخدمة، حيث تتاح لي فرص لقاء ضيوفنا والترحيب بمعارفنا وشركائنا، وكذلك التأكد من أن العمل في المطعمين يسير كما هو مخطط له.
لقد ذكرت أن شركة "بي أم أم آي" تمتلك علامات تجارية مختلفة لتقديم المأكولات والمشروبات، كيف تتولين إدارتها جميعا بفعالية؟
يتميز كل شخص بمنهجية خاصة به في إدارة الأعمال، وتتمثل منهجيتي في "التركيز التام على إنجاز مهمة محددة". ما معنى ذلك؟ لنأخذ أحد الامثلة، أقول لنفسي أني خلال الساعات القليلة المقبلة سأركز اهتمامي على مقهى "دليلة"، فيما أخصص اليوم المقبل كله للاهتمام بمطعم "ألتو". أو على الأقل هذا ما أخطط له أول الأمر، لأن قطاع المطاعم متعدد الجوانب والأبعاد والأمور الملحة تظهر فجأة دون سابق إنذار مما يوجب التعامل معها على الفور. ومع ذلك، دائماً ما أبذل قصارى جهدي لأفسح المجال لنفسي خلال الأسبوع للتفكير فيما ينبغي علينا فعله. أحياناً أفعل ذلك وفق العلامة التجارية كما ذكرت آنفاً، لكن أحياناً أخرى، أنجز الأمور وفق أولوياتها. وهكذا أقول لنفسي حسناً، سأركز الآن على ما نحتاجه في التسويق لجميع علامتنا التجارية، أو التخطيط لدعم الموظفين والتطوير المستمر لظروف وبيئة العمل.
لقد انضممت للفريق قبل عام مضى، كيف ترين تجربتك في العمل مع شركة "بي أم أم آي"؟
تعد هذه المرة الأولى التي أعمل فيها لصالح شركة تجارية. لأن خبرتي السابقة في العمل كانت جميعها مع شركات المطاعم التي تمتلك عدداً متفاوتاً من المحلات يتراوح بين محل واحد أو إثنين ليصل إلى 30 مطعماً. لذا يوفر لي العمل في شركة متعددة القطاعات مثل "بي أم أم آي" العديد من المزايا، فإلى جانب المطاعم، تمارس الشركة نشاطها في مجالات أخرى مثل محلات السوبر ماركت، وسلسلة توريد المأكولات والمشروبات، وهذا ما يخلق فرصاً أكبر لنا للعمل معاً والتعرف على المزايا الإيجابية المتوفرة ضمن شركة متعددة القطاعات. وبهذا الصدد، أرى الأمر رائعاً لأنه يتيح لك إمكانية أكبر للتعامل والتفاعل مع عدد كبير جداً من الناس من مختلف المجالات المهنية.
ما رأيك في قطاع المطاعم في البحرين؟
للأسف لم تتح لي الفرصة حتى الآن للتعرف عن كثب على هذا القطاع في البحرين، لكني أشعر بأن هذه البلاد ولا شك تمتلك الكثير من المشاريع الجيدة، والعديد من فرص النمو والتطور. وبالرغم من وجود بعض الأماكن الأخرى القريبة التي تملك حضورا قوياً في مجال تحضير الطعام على مستوى المنطقة، مثل دبي، نرى أن الأمر في تلك الأماكن مرتبط بتقديم الأضخم، والأكثر غرابة، والأبرز ظهوراً، فكلما ظهر شيء جديد بدا وكأنه الأفضل. غير أن ذلك لا يعني بالضرورة تقديم خدمات عالية الجودة، فقد تجتذب الأضواء الملونة والزخارف المبهرجة أنظار الناس في البداية، لكن الأهم في نهاية المطاف الإجابة على هذه الأسئلة: إلى أي مدى كان الطعام لذيذاً وجيداً، وإلى أي مدى كانت تجربة الضيوف ممتعة. كصاحب عمل لا بد أن تركز اهتمامك على جودة منتجك، لا على بريق ولمعان منشأتك ومبانيك، جوهر الأمر هو الحفاوة والاستقبال الذي يلقاه ضيوفك، ومدى الاهتمام بتقديم أجود خدمة، وبهذا الصدد تتميز البحرين بفُرص مذهلة بحق.
إشارة إلى ما ذكرته للتو، ما الذي ينبغي على صاحب العمل التركيز عليه، ما هي منهجيتك ورؤيتك في إدارة مطاعمنا؟
جوهر الأمر هو توفير منتجات رائعة يقدمها أشخاص متحمسون يتمتعون بالخبرة ويتميزون بالمودة والطيبة. إذا أدركت أن لديك علامة تجارية ممتازة وخدمة جيدة ومرفقاً رائعاً فلن تحتاج للأضواء اللامعة والموسيقى الصاخبة. كل ما تحتاجه في هذه الحالة هو موظفون أكفاء، ومنتجات ممتازة توفرها بسعر معقول ومناسب. ولحسن الحظ لدينا في" بي أم أم آي" الكثير من الأشخاص الرائعين الذين يعملون معنا.
أما فيما يخص الرؤية، فلدينا العديد من المخططات والمبادرات العظيمة لكن لا زال أمامنا الكثير لتحقيقها وتنفيذها. سنعمل أكثر على تنقيح هذه الخطط والمبادرات وضبطها جيداً ومن ثم تطوير نموذج عملنا التجاري. وبمجرد أن نقوّي هذه الأسس أكثر قليلاً، سنمضي قدماً في توسيع ونشر حبنا للأطعمة والمشروبات الجيدة في هذا البلد إلى أبعد مدى.
لقد قلت أن لديك عدة أشخاص رائعين يعملون في الفريق. هل يمكنك إخبارنا المزيد عنهم؟
ما من شك أن لدينا عدة أشخاص يتمتعون بمواهب مذهلة يعملون معنا حالياً. ومنذ انضمامي للشركة، أوليت جل اهتمامي لضمان أن تكون تجارب الموظفين معنا على أعلى مستوى وفي أفضل حال. إن أصحاب الأعمال التجارية في قطاع الضيافة يعلمون جيداً أنه لابد من أن يكون موظفوهم سعداء لضمان عدم حدوث تبعات سلبية على نشاطهم التجاري. في هذا القطاع، يعتمد صاحب العمل على الأشخاص في إعداد وبيع المنتجات، وتوفير تجربة ممتازة للعملاء. فإذا كان الموظفون غير سعداء، فلا شك أن ذلك سيؤثر بطريقة سيئة على العمل. ولهذا أعتبر الروح المعنوية للفريق من أهم الأمور بالنسبة لي، وتسعدني رؤية فريقي يشعر بالمودة والامتنان. من ناحية أخرى، لم نكتفي بما لدينا من مواهب حالية، بل قمنا بتوظيف العديد ممن يتمتعون بخبرات ومعارف كبيرة. وقد ساهمت هذه الجهود جميعها في جعل أعضاء فريق العمل يستمتعون بما يقومون به، وليكونوا أفضل سفراء لعلامتنا التجارية.
هل تعتبرين أن خبرتك في مختلف المناصب في قطاع المطاعم ميزة مهمة لك؟
بالتأكيد!؛ فالإدارة الجيدة تعني الإحاطة والفهم الشامل لكل جانب من جوانب العمل التجاري. فإن أردت أن تطلب من الناس فعل أمر ما، فلا بد أن تكون متقبلاً لفهم ما إن كان هذا الأمر قابلاً للتنفيذ أم لا. وفي هذه الناحية، ينبغي أن تعرف أنه في مجال المطاعم هناك العديد من الضغوط في مختلف الأقسام والأوقات. وينبغي عليك أن تستوعب آلية سير العمل وما يرافقها من ضغوطات مختلفة وتحديات يمكن أن تظهر في أي لحظة، لكي تتمكن من تلافيها وإدارتها، وبالتالي تقديم الخدمة بأفضل شكل ممكن. إن الخبرة تمنحك في نهاية المطاف قوة المعرفة، وهي مهمة حقاً لأنه حينما يسألك الناس في العمل عن بعض الأمور يجدون لديك الجواب والحل. ومن هنا ينبغي عليك أن تكون موثوقاً وقدوة لغيرك في العمل والأخلاق.
وصلنا إلى السؤال الأخير وهو: ما الذي يجعل منشآتنا ومرافقنا مميزة؟
أعتقد أن مطاعمنا ومقاهينا لديها الكثير من الأمور الجيدة التي تستطيع تقديمها، وخاصة في ظل الكثير من عمليات التطوير التي تجري حاليا على قدم وساق حالياً والتي تترافق مع تغيرات مهمة جداً.
وإذا أخذنا مطعم "لافينوتيكا برشلونة" مثالا، فسنجد أنه المطعم الأصيل الوحيد حقاً الذي يقدم الطعام الإسباني في البحرين كلها. ويعمل معنا هناك عدة أسماء هامة في قطاع المطاعم بمن فيهم مارينا دياز مديرة المطعم، وكبير الطهاة جوان غوميز، وهكذا يوفر مطعم "لافينوتيكا برشلونة" على موائده المعرفة والشغف والإبداع متمثلة في أطباق شهية ولذيذة . وأكثر ما أحبه في ذلك المطعم الحديقة الخارجية وتصميمه الداخلي المفعم بالدفء والجاذبية.
أما إن تحدثنا عن مطعم "ألتو"، فإن الإطلالة من الشرفة في الطابق الخامس والعشرين لا مثيل لها. وإضافة إلى ذلك، يتمتع فريق العمل بالود واللطافة، حيث يقدمون الأطباق على أنغام الموسيقا الشرقية الساحرة التي تحظى بإعجاب الضيوف، وقد أصبحت فعلاً إحدى علامتنا البارزة. أعتقد أن رؤيتنا العصرية الممزوجة بتقاليد الضيافة والترحاب الشرقية في تقديم المأكولات والمشروبات تجعلنا في مكانة متقدمة مقارنة بمنافسينا.
بدوره يوفر مقهى "دليلة" لزبائننا الطعام الشهي من خلال تواجد فروع مميزة له في اثنين من المواقع الرئيسية، حيث نقدم مجموعة من وجبات طعامنا التقليدية بلمسة حديثة تجعلها أكثر لذة، كما نوفر مجموعة متنوعة وواسعة من المأكولات التي يمكن تناولها في أي وقت. بالنسبة لي، فإنني أحب جداً مقهى "إليوس كرافت كافيه" وعادة ما أبدأ يومي بتناول كوب قهوة ساخن ومنعش في هذا المقهى. كما أنني أحب ميزة التوافر الدائم للطعام الطازج والمغذي والخيارات المتنوعة التي تناسب جميع الأذواق، كما أحب أيضاً مكانه في برج "بي أم أم آي" في ضاحية السيف، نظرا لموقعه المميز الذي يشكل نقطة تلاق وتواصل اجتماعي تجعل من الذهاب إليه أمراً مميزاً، وفرصة لتناول مجموعة من ألذ المأكولات والمشروبات.