
الثقافة والمرونة التي تميز الفِرق الناجحة – مقابلة مع يوسوري كالوشي، المدير القُطري لبي أم أم آي جيبوتي
يتمتع يوسوري كالوشي، المدير القُطري لبي أم أم آي جيبوتي، بشغف للعمل يدفعه إحساسه بكونه جزءاً من مهمة أعظم، وهذا ما أثبته مراراً من خلال إنجازاته في فريق العمل الذي يؤدي مهامه كعائلة متكاتفة الأفراد في الأوقات الصعبة، وهذا ما أكدته أيضاً همتهم ونشاطهم في تقديم يد العون لمن هم في حاجة إليها. ولطالما كان يوسوري، منذ التحاقه بالشركة، مُعجباً بمرونة فريق العمل وبالثقافة المؤسساتية والقيم والمبادئ التي تدير بها مجموعة بي أم أم آي أعمالها ونشاطاتها. وفي الآونة الأخيرة، أجرينا مقابلة مع السيد يوسوري لنتعرف على المزيد عن تجربته في العمل لدى المجموعة.
كيف بدا لك الأمر عندما التحقت بفريق العمل في بي أم أم آي؟
عندما أصبحت المدير القُطري لبي أم أم آي جيبوتي، أعتقد أن أصدق وصف يعبّر عن الوضع هو أنه كان "وقتاً عصيباً" بالنسبة لي ولفريق العمل نظراً لبعض التحديات التي واجهناها. لكن عندما أتذكر الأمر وأتأمله الآن، أجد أنه كان ممتعاً أيضاً. صحيح أنه عندما تكون في وضع لا تعرف فيه ماذا ستكون نتيجته النهائية في الأخير، سيكون وضعاً صعباً ومقلقاً. إلا أننا واجهنا هذه التحديات والمصاعب بروح الفريق الواحد، ولطالما كنا نعمل بشفافية وعلى تواصل دائم ومستمر ببعضنا البعض. ومن هنا أشعر بالاعتزاز والفخر كلما أتذكر كيف عمل الفريق بجدّ أثناء الفترات الصعبة، حتى أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، مما خلقَ سجّلاً حافلاً يلهمنا جميعاً عندما نواجه مصاعب أخرى.
هل تعتقد أن تلك الأوقات الصعبة ساهمت بشكل أو بآخر في تكاتف فريق العمل وتوطيد العلاقات بين أفراده؟
بلا شك، لأن بعض العلاقات لا تتقوى وتتوطد إلا أثناء الظروف والمراحل الصعبة، عندئذ تدرك بحق قيمة زملائك في العمل وروح الفريق الذي يشكلونه. إننا نشعر بالامتنان فعلاً وتغمرنا مشاعر الفرح والسعادة عندما نأتي كل صباح إلى المكتب للعمل. أعرف أن بعض الموظفين الآخرين في الشركات الأخرى يستيقظون من النوم بصعوبة للذهاب للعمل، إلا أن الوضع مختلف لدينا في شركة "بي أم أم آي". وإذا واتتكم الفرصة واطلعت على كيف نتفاعل مع بعضنا كفريق عمل أثناء أداء مهامنا اليومية، ستجده نظاماً فريداً ومتميزاً بالفعل. والذي يخطر لي أن أصف به هذا النظام هو أننا ننسج قصة أو حكاية نجاح معاً في بي أم أم آي في جيبوتي، ونخلق تجربة عمل يمكننا البناء عليها لإنجاز الأمور على أحسن وجه وبالتالي تحسين أدائنا ورفعه إلى مستوى أفضل في المستقبل. أما الطريقة التي يتكاتف بها أعضاء الفريق ويرعون بعضهم البعض فهي تشبه العائلة بالفعل.
ما هي الصعوبة التي واجهتها نظراً لأنك توليت منصبك في فترة عصيبة؟
في البداية، التحقت بالعمل لدى "بي أم أم آي" بصفة "نائب المدير القُطري"، وهو منصب أقل درجة في الحقيقة مما كنت أتولاه في الشركة السابقة. لكني ممتن حقاً لأني توليت ذلك المنصب قبل أن أترقى لأصبح المدير القُطري لفرع الشركة في جيبوتي. وذلك لأن منصب نائب المدير القُطري علمني الكثير جداً، لقد دفعتني هذه التجربة للعمل على أرض الواقع وميدانياً وتولي الكثير من المهام التي أمدتني بفهم واضح وشامل عن سير عمل "بي أم أم آي" ونظامها. من ناحية أخرى، أنا أؤمن بشدة أن "إدارة الموظفين" تستند كلياً على تدريبهم وتوفير كل الظروف الموائمة لهم ليقدموا أفضل ما لديهم. ولهذا أنا مسرور جداً لأني حظيت بفرصة أن أتعرف أكثر على الموظفين والعمل والشركة وثقافتها المؤسساتية قبل أن أرأس فرعها في جيبوتي.
إلى أي مدى ساعدتك تجربتك هذه في إدارة الشركة بجيبوتي؟
أهم درس تعلمته من تلك التجربة أن "التواصل المستمر" له دور حاسم في إدارة أي فريق، كما أدركت أيضاً بوضوح أن من واجبي أن أعرّف أعضاء فريقي بوضعية وحالة العمل الذي نديره كي يكونوا في الصورة. نقيم الآن اجتماعات إدارية كل أسبوع وذلك لضمان تنفيذ ما تم تخطيطه والإتفاق عليه ولكي يشعر أعضاء فريق العمل بحسّ المسؤولية والجدية. والأهم من ذلك، أننا نجري اجتماعات شهرية، حيث يجتمع كل أعضاء الفريق معاً ونناقش مؤشرات الأداء للموظفين والعمل الذي نديره. ومن هذه الناحية، تتمتع مجموعة "بي أم أم آي" بثقافة عمل مرتكزة على الأداء وتحقيق النتائج، وهذه الاجتماعات سواء الأسبوعية أو الشهرية منها تمدنا بالدَفعة النفسية والحماسية اللازمة لتحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوة. من جانب آخر، قد يغفل بعض الموظفين عن حقيقة أن ما يقومون به بشكل يومي هو ما يراكم النجاح الكبير والصورة العامة للأداء الممتاز الذي تتمتع به شركتنا. وفي بعض الأحيان، لا يدرك الموظفون أهمية دورهم في سير عمل الشركة. وهذا، كما أعتقد، ما يجب علينا أن ننبه له ونذكر به بعضنا البعض بشكل مستمر أثناء تواصلنا مع بعضنا البعض كفريق عمل. بالإضافة إلى ذلك، تعد هذه الاجتماعات منتدى رائعاً لإجراء نقاش نزيه وشفاف، مما يتيح لجميع الموظفين فرصة طرح الأسئلة التي يريدون معرفة أجوبتها ومشاركة مشاغلهم وأفكارهم.
هل دعمت شركة بي أم أم آي أسلوبك في قيادة فريق العمل؟
بالتأكيد! تمتلك شركة بي أم أم آي ما يلزم من الأدوات والمنصات لبناء تجربة عمل ممتازة، على سبيل المثال فكرة برنامج "Winning Hearts" وغيرها من مبادئ وقيم الثقافة المميزة للشركة. ولقد أنعش قلبي حقاً مدى الامتنان والحب الذي أبداه فريق العمل عندما يتم تكريمهم والاعتراف بمنجزاتهم، ليس عندما يربحون هم فحسب، بل حتى ردات فعلهم المشجعة والفخورة عندما يربح زملائهم في العمل. وهنا يسرني أن أتحدث عن أحد أقوى وأعمق الأمور في ثقافة شركة بي أم أم آي، ألا وهي "اللمسة الانسانية"، لا سيما عندما أقارنها بما اختبرته سابقاً لدى العمل في الشركات الأخرى. في بعض الأحيان، تخشى الشركات والمؤسسات أن يصبح موظفوها عاطفيين أو أن يفقدوا الانضباط عندما تكون العلاقة بين الموظف والمدير أكثر وداً وإنسانية، إلا أن الوضع مختلف بالنسبة لشركة بي أم أم آي...لأننا نرى قيمة الموظفين الفعلية وندرك حقيقتهم كبشر قبل كل شيء. وبهذا الصدد، أعتبر نفسي مديراً يسيّر معظم عمله بالذكاء العاطفي، لكنني أعي بأن بعض الشركات الأخرى لا تسمح بهذا النهج في الإدارة. لكن بي أم أم آي تدرك بالفعل مدى قوة الإدارة بالذكاء العاطفي، وتعرف جيداً قدرة هذا الأسلوب على التحفيز ودفع عجلة الأعمال قدماً والحصول على أفضل ما لدى الفريق بما فيه صالح الطرفين المؤسسة والموظف. وهكذا عندما أتأمل منهج الإدارة الذي تعمل به بي أم أم آي والأدوات التي توفرها المؤسسة لإنجاز المهام اليومية في العمل، يزداد يقيني بأنني أعمل في المؤسسة المناسبة لي تماماً. لأن الجمع بين تنمية الجانب الإنساني في العمل وتحفيز الأعضاء على مساعدة بعضهم البعض يجعل فريق العمل أكثر من عائلة. يجعلنا هذا المنهج الإداري والثقافة المؤسساتية "عائلة" تعرف بالفعل كيف تقوم بمهامها على أكمل وجه، لكنها لا تعمل من أجل العمل وحده، بل تستخدم مورادها أيضاً لمساعدة موظفيها وأفرادها وعملائها على حد سواء. هذه هي حقاً وضعية "الجميع رابح".
ما هو المغزى الأهم الذي اكتشفته أثناء عملك في منصبك الحالي؟
إلى جانب الرعاية التي نوليها لموظفينا، والثقافة المؤسساتية المميزة التي نحظى بها، لطالما أعجبت بالجهود التي نبذلها في الشركة لمساعدة المجتمعات التي نعمل فيها، إن هذا الأمر يدفعني بقوة لبذل المزيد من الجهد والعمل. تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات ركيزة أساسية في نظام العمل لدى بي أم أم آي، أياً كانت الدولة أو البلد الذي تعمل فيه. وبعد مضي بعض الوقت في العمل لدى بي أم أم آي، ستنتابك مشاعر عظيمة بأنك تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس الذين تخدمهم وتتعامل معهم. وسواءً أكان هذا النشاط ما قمنا به في برنامج خدمات المساعدة في التوظيف والتدريب (EFTS) في البحرين أو إعادة توجيه الطعام للناس المحتاجين او غيرها من المبادرات، فهذه المساعي تجعلني أتفكر وأتأمل قائلاً لنفسي "لحسن الحظ أنني جزء من هذه المساعي"، وإنه لمصدر عظيم للاعتزاز حقاً. ومن بين هذه الأنشطة، على سبيل المثال، في جيبوتي، جهودنا التي بذلناها في مساعدة ودعم المنظمات الخيرية المختلفة مثل الوكالة الأمریكیة للتنمیة الدولیة. ونحن هنا نقوم كل يوم، بشحن بضائع تحدث أثراً ملموساً وفرقاً عظيماً في حياة الكثير من الأشخاص. وليس من الغرابة إذن أن نعرف أن حضور شركة "بي أم أم آي" والجهود القيمة التي يبذلها موظفوها في جيبوتي تنقذ حياة العديد من الأرواح. ومن خلال بنيتنا التحتية، والمرافق التي تتمتع بتكييف يضبط درجات الحرارة بدقة، وما إلى ذلك من معداتنا اللوجستية المتطورة وسلاسل توريدنا المستقرة، استطعنا في الشركة حفظ الأدوية وغيرها من الأغراض المهمة لحفظ الحياة ومساعدة المتضررين في مناطق الصراع التي نعمل بقربها. أشعر أنني التحقت بالعمل في مؤسسة لا تجعل فقط الربح همها الأوحد وكبرى أولوياتها، بل مؤسسة تهتم أيضاً بالجانب الإنساني بكامل معانيه. ولا عجب أيضاً أن موظفينا يعملون بأقصى قدراتهم ويقدمون أفضل ما لديهم، بل ويتطوعون حتى بأوقاتهم في العطلات لإنجاز المهام الضرورية والمستعجلة عندما تحدث الطوارئ، وما ذلك إلا إيماناً منهم بالقيم السامية التي ترعاها شركة بي أم أم آي.
وما هي المميزات التي تتمتع بها بي أم أم آي في جيبوتي؟
أول ما يخطر لي إجابةً على هذا السؤال هو قيمنا المؤسساتية. وما يميزنا كذلك هو أننا نجسّد فعلاً هذه القيم في أفعالنا وتصرفاتنا، لا سيما قيمة روح الفريق. وأعتقد أيضاً أن التركيز على الاعتراف بجهود موظفينا وأدائهم الاستثنائي وعيشنا وفق ثقافة الشركة أمر رائع بحق. في شركة بي أم أم آي نشارك النجاحات مع بعضنا البعض، وحتى عندما نفشل بعد أن بذلنا كل ما في وسعنا، ستجد على الدوام من يدعمك ويساعد لتخطي ذلك حتى تحقيق النجاح المقبل. ومجدداً، نحن نحظى بهذا لأن ثقافة العمل لدى بي أم أم آي توفره وتؤكد عليه. ومع أنه لا شك في أهمية وضرورة عدم حياد الشركة عن رؤيتها ومهمتها، إلا أن الأهم من ذلك قيمك والمنهج الأخلاقي الذي تتبعه في تصرفاتك اليومية وأداء مهامك. بقول ذلك، أصرّح أني لا زلت أستمد الدروس والفوائد من أعضاء الفريق، بل أفراد أسرتي في الحقيقة، واستلهم من كيفية تطبيقهم لقيم المؤسسة والشركة فعلاً لا قولاً. هذا ما يجعلنا مميزين حقا في بي أم أم آي بجيبوتي.