
قوة العلاقات العظيمة والتعاون المثمر- مقابلة مع مايكل غودجر
مع تمتعه بخبرة ستة عشر سنة في قطاع المأكولات والمشروبات، يدرك مايكل غودجر جيداً أسس نجاح الأعمال التجارية، والتي من بين ركائزها بناء علاقات فعالة، وإنشاء تعاون مثمر وتحفيز شغف حقيقي للعمل لدى الموظفين. في الآونة الأخيرة، أجرينا مقابلة مع السيد مايكل لنعرف المزيد عن تركيزه على بناء علاقات عظيمة والحفاظ عليها، وكيف أدى به هذا التركيز إلى ريادته في عمله بالنسبة لعملائنا ومستهلكينا.
تتمثل إحدى مهامكم الرئيسية في بناء علاقات منفعة متبادلة والحفاظ على الروابط مع العملاء. برأيك ما هي العوامل المهمة التي تؤدي للنجاح في إنجاز هذه المهمة؟
إن حجر الأساس لأي علاقة قوية ووطيدة هو الصدق: أن تكون صريحاً ونزيهاً وعادلاً هو السر هنا. لذلك لا بد أن تدرك ضرورة أن تكون سمعتك جديرة بالثقة، لا سيما في بلد صغير مثل البحرين، حيث المجتمع يستند كثيراً على العلاقات والحديث الشفوي في تواصله. ويمكن اختزال ذلك إلى المبدأ الذي يقول أن كل علاقة في الحقيقة هي "شراكة". فببساطة، إن عَلِم زبائنك وعملائك أنك على استعداد لبذل المزيد من الجهد فوق ما هو مطلوب منك من أجلهم، وأنك لا تدّخر أي جهد أو سعي لحل مشاكلهم، سيريدون من تلقاء أنفسهم أن يتعاملوا معك حصراً. وفي نهاية المطاف، وشأن أي علاقة، لا بد أن تتيقن من أنك تمنح الطرف الآخر قيمة مضافة له في حياته (وهو هنا الزبون)، وأنك بدورك تتلقى مثل هذه القيمة في حياتك وعملك. وبطبيعة الحال، لا بد أن تكون على يقين من جودة منتجاتك، ولحسن الحظ نمتلك في مجموعتنا بي أم أم آي باقة منتجات من أروع ما يكون.
في ظل العمل ضمن بيئة متنوعة مثل مجموعة بي أم أم آي، ما هو الدور الذي لعبته العلاقات الداخلية في مسيرتك المهنية؟
لا ننسى أن العلاقات مع زملاء العمل والموظفين الآخرين عنصر لا يقل أهمية عن العلاقات الخارجية مع العملاء. ففي هذا المجال، يتعين عليك بذل ما في وسعك لفهم الناس من حولك، ولا يقتصر الأمر على فريق العمل فحسب، إنما على امتداد كافة شرائح الموظفين عبر المجموعة وأقسامها المختلفة. وهذا ما أدركته تماماً في أجلى صوره مند بضع سنوات مضت عندما التحقت بالدفعة الأولى ضمن برنامج تدريب أجرته المجموعة جمعت فيه الموظفين من مختلف أقسامها وشركاتها، بل وحتى من مقراتها وفروعها في البلدان الأخرى. وتبين أنها طريقة رائعة لعقد روابط ودية بين الناس ومعرفتهم عن كثب، لا سيما ومجموعتنا كما قلتَ تمتلك علامات تجارية في طيف واسع من القطاعات، الأمر الذي سيجعلك تقدر قيمة التنوع من جميع النواحي: من ناحية الفكر والمهارات والخبرات التي تتمتع بها عائلة بي أم أم آي.
ماذا استفدت من تلك التجربة؟
تعلمت كيف أنشئ العلاقات ضمن مختلف فروعنا وأقسامنا وعلاماتنا التجارية وفرق عملنا، مثل قسم السلع الاستهلاكية سريعة الدوران التابع للمجموعة، وسلسلة مطاعمنا، وأسواقنا التجارية، وقسم الموارد البشرية، وقسم الاتصالات المؤسساتية، وغيرها؛ لقد كانت تجربة فتحت عيني على آفاق وجوانب لم اكتشفها من قبل. وهكذا أصبحنا نستفيد من هذا التنوع في خبرات الحياة الفريدة ووجهات النظر المميزة عندما نشرع في بناء الفرق أو إطلاق المشاريع التعاونية. فهي نقطة قوة للمجموعة وشركاتها. ففي هذه البيئة المتنوعة، لا يعوزك الابتكار، لأنك بمجرد أن تجلس لطاولة العمل والنقاش معهم، وتشرع في حديث مفتوح، يخطر ببالك أفكار وخطط استراتيجية ما كانت لتخطر لك في بيئة متجانسة ولا تتمتع بالتنوع. ويتعين عليك أن تكون منفتحاً ومتقبلاً لهذه الأفكار والآراء وأن تأخذهم بعين الاعتبار وإطلاق العنان للمواهب التي حولك. وفي هذا المجال، يعتبر "التعاون" هو كلمة السر التي تفتح الأبواب على مصراعيها أمام النجاح والتميز، والتعاون الحقيقي لا يتأسس إلا على بناء علاقات داخلية وخارجية: مع موظفيك ومن ثم مع عملائك على حد سواء.
كيف تجلى مفهومك للتعاون في مشاريع المجموعة على أرض الواقع؟
إننا نقوم بالفعل، على امتداد كافة فروع وعلامات "بي أم أم آي" التجارية، بالتعاون بشكل مكثف، وهذا ما مكّننا من تقديم خدمات أفضل لجميع عملائنا وشرائح المستهلكين. وإذا ما أخذنا قسم المشروبات على وجه الخصوص، فإننا عملنا بشكل وثيق مع أسواق الأسرة، وقسم المطاعم التابعة لنا. ومن أوجه التعاون مع أسواق الأسرة، على سبيل المثال، تظافر جهودنا أثناء الفاعلية الذي ينظمها قسمنا بوتيرة نصف سنوية، والمسمى بـ"Uncorked!". في هذا الحدث، يقوم فريق أسواق الأسرة بتنظيم عرض مثير للإعجاب للأجبان الخاصة بهم، التي نستعملها نحن أيضاً في بعض مآدب العشاء الثنائية والحصرية الخاصة بنا. وإذا ما تأملنا الجهود الكبيرة التي يبذلونها في إعداد تلك الأجبان والتأكد من جودتها العالية، سنرى أن هذا يشكل بالفعل رافعة حقيقية ترتقي بمستوى ما نقدمه للعملاء والمستهلكين إلى أفق جديد. المثال الآخر على التعاون الذي نحققه بالفعل على أرض الواقع، يتمثل في حدث "سوق عيد الميلاد" الذي أقمناه العام الماضي في أحد مطاعمنا، والذي كان فرصة مذهلة لفروعنا وعلامتنا التجارية الأخرى لعرض منتجاتهم الخاصة بهم. كان هذا الحدث نموذجاً لا ينسى عن التعاون الذي قابله المجتمع الأوسع حول المجموعة بكل الامتنان والتقدير وأحبه بالفعل من أعماق قلبه.
إلى أي مدى ساهمت هذه التجارب التعاونية في إثراء الخدمات التي يقدمها قسمك للعملاء الخارجيين؟
بهذا الصدد، ساعدتنا الخبرة المكتسبة من عملنا معاً داخل القسم في إيجاد الفرص التي من شأنها دعم مشاريعنا وأحداثنا الخارجية. على سبيل المثال، كان لي الشرف لكوني أحد الأعضاء المؤسسين لمهرجان البحرين لموسيقى الجاز، الذي اختتم في الآونة الأخيرة طبعته الثانية بنجاح رائع. وإلى جانب دعم لا غنى عنه من شركائي وزملائي، ساعدتنا خبرتي في تنظيم وتخطيط الأحداث والمناسبات في إنشاء باقة من التجارب الموجهة للمجتمع والعائلات غير مسبوقة بالنسبة لمحبي موسيقى الجاز وحضور المهرجانات في مملكة البحرين. ليس من المستغرب إذاً أن تكون مجموعة بي أم أم آي أحد رعاة هذا المهرجان، وفي طبعته لهذا العام اكتسب المهرجان أسواق الأسرة كأحد رعاته الرئيسيين لقسم الأطفال والعائلات ضمن الحدث. يهدف المهرجان إلى أن يوفر تجربة ثرية وإيجابية للمجتمع والعائلات، للمرح والفرح والاستمتاع بالفن الموسيقي، وبفضل دعم أسواق الأسرة، أصبحت منطقة الأطفال من المهرجان إحدى أكبر قصص النجاح إطلاقاً التي حظي بها هذا الحدث. فبالنسبة لأولئك الضيوف والمشاركين الذين لديهم أطفال، كانوا على يقين من أنهم لما سيحضرون سيكون أطفالهم في مأمن، ولن ينقصهم شيء من وسائل الراحة والاستمتاع واللعب والمرح. لقد كنا -و لانزال- في تطلع دائم لإيجاد شركاء يقاسموننا أفكارنا ومنهجنا، ومع انضمام أسواق الأسرة التي تمتلك مبادئ تتمحور كلياً حول العائلات، وجدنا الشريك المثالي لرفع مستوى جودة المهرجان إلى أفق جديد. لقد حظي الأطفال، بعد التحاق أسواق الأسرة بالمهرجان، ببيئة مرح لا مثيل لها، فيما استمتع الجميع بالساندويشات اللذيذة والوجبات الخفيفة الصحية التي أبدعتها أيدي فريق عمل أسواق الأسرة. ما من شك أن هذا النوع من التعاون ارتقى بسقف جودة وطموحات "مهرجان البحرين لموسيقى الجاز" في طبعته لهذا العام، ولنذكركم مجدداً أن الفضل في ذلك يعود أولاً إلى بناء العلاقات المؤسساتية داخلياً وإدراك كيفية الاستفادة منها ضمن كافة الفرص المتاحة أمامنا.
بالنظر إلى ما تتمتع به من خبرة كبيرة في هذا القطاع، هل تعتقد أن النهج التعاوني إحدى مميزات مجموعة بي أم أم آي؟
بالتأكيد! إن ما يميز بي أم أم آي هو ثقافتها المؤسساتية التي تركز على بناء علاقات قوية ومثمرة عبر كافة أقسامها وفروعها، بل وحتى خارجها. وهذا ما يؤدي بدوره إلى إطلاق العنان لروح التعاون لتفعل فعلها العجيب وتمطر منافعها ونعمها على الجميع. وبصفتنا أعضاءً في أسرة بي أم أم آي الكبيرة، نؤمن أيضاً بقيمة تحدي النفس بالمضي إلى أبعد مما نتوقعه منها، وأن نكون مبتكرين ومتقبلين للأفكار الجديدة والمثيرة، وأن نبذل ما في وسعنا لتقديم أفضل العروض والخدمات الممكنة. من ناحية أخرى، يشير الوزن الثقيل الذي نضعه في كفة "بناء علاقات قوية ووطيدة" و"التعاون"، أننا لا نكتفي بالتعاون والاعتزاز بعلاقتنا كزملاء عمل وفريق واحد فحسب، بل أننا نمد هذه العملية من بناء العلاقات والتعاون لتشمل عملائنا أيضاً، الذين بالبديهة نضعهم أعلى سلم أولوياتنا. إننا على استعداد تام للمضي أبعد من التوقعات النمطية؛ وهذا ما نتج عنه استدامة علاقاتنا التي أنشأناها داخل المؤسسة وخارجها. تضم بي أم أم آي مجموعة من الموظفين عملوا لديها لمدة طويلة من الزمن، كما تتمتع أيضاً بمجتمع عملاء يقدرون ميزة أن يعرفوا بحق وعن كثب من يتعاملون معه، بدل أن يضطروا للتعامل مع وجه جديد لا يعرفونه يأتي كل ستة أشهر ويذهب. لا عجب إذاً أن تحقق مجموعتنا معدل بقاء موظفين مرتفعاً، الأمر الذي يساعدنا أيضاً على الاحتفاظ بنخبتنا المميزة من عملائنا الأعزاء. والسبب الذي يجعل موظفينا يبقون في مجموعتنا هو الثقافة المؤسساتية الفريدة التي نتميز بها. بهذا الصدد، نرى الكثير من الشركات الكبيرة الأخرى مفتقرة لهذه اللمسة الإنسانية، لكننا في مجموعتنا لا نفرط فيها أبداً ومطلقاً. إننا نعرف أن ما نتميز به فريد من نوعه، ونحن لن ندخر أي جهد أو وقت أو مال في الاستثمار في موظفينا الأعزاء وجعل مجموعة بي أم أم آي بيئة عمل رائعة.
هل تعتقد أن السبب الذي يدفعك للمضي أبعد مما هو متوقع، يعود إلى ثقافة بي أم أم آي المؤسساتية؟
يعتبر الرضا الوظيفي قيمة غاية في الأهمية بالنسبة لي. لأنني لا أستطيع أن أبدع في عمل لا أحبه، لذلك لا بد لي من حب ما أقوم به لأبدع فيه. العمل المميز بالنسبة لي هو الذي يجعلني أستيقظ صباحاً ولدي رغبة حقيقية في العمل والنشاط. وهذا لحسن الحظ ما وجدته في مجموعة بي أم أم آي. إنني في هذا العمل أرى زملائي أكثر من أفراد عائلتي، ولذلك لا بد أن تحب المكان والعمل الذي تقضي فيه معظم وقتك. أشعر بأنني محظوظ بالعمل لدى بي أم أم آي، لا سيما في قسم المشروبات التابع لها. الأمر الجميل الآخر هو أن جزءاً كبيراً من عملي نشاط اجتماعي، وأنا أتقن العمل في هذا الميدان، المتمثل في الخروج والتحدث للناس والتأكد من أن عملائنا سعداء وراضون على منتجاتنا وخدماتنا. لا عجب في ذلك أيضاً، إذ أن رؤيتنا في المجموعة تكمن في كسب القلوب من خلال تقديم خدمات استثنائية، وهذا ما يستحيل عليك القيام به إن كنت لا تحب ما تقوم به ولا تؤمن بالقيم التي تأسست عليها مجموعتنا. وهذا الشغف الذي يملأ قلبي للعمل هنا وإنجاز ما أحب أن أنجزه في حياتي، فضلاً عن تعاوني مع مجموعة من أروع الأشخاص وأكثرهم مودة وتعاوناً عبر كافة فروع المجموعة وأقسامها، هي المحفزات التي تدفعني لمواصلة المضي قدماً أبعد مما يتوقعه عملائنا الأعزاء.