
ظاهرة هدر الطعام
إذا كنت من قرّاء مقالاتنا المتخصصة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات في نشراتنا، فإنك تعلم مدى أهمية وجدية موضوع الهدر بالنسبة لنا. ونحن لا نتحدث عن الهدر التقليدي فحسب – بالرغم من كونه الموضوع الأساس لحديثنا هذا – بل نهتم أيضاً بأنواع الهدر الأخرى مثل: هدر المواهب، وهدر الفرص، وهدر الوقت، وهدر القدرات والطاقات الكامنة.
وهدر الطعام مهم جداً خاصة في هذا الجزء من العالم، وتحديداً في هذه الفترة من السنة، فترة الاحتفال بشهر رمضان المبارك. فالمنطقة العربية تُنتج كمية هائلة من نفايات الطعام تبلغ ذروتها خلال هذا الشهر الفضيل – الأمر الذي يمكننا وصفه بأنه ينذر بالخطر الشديد بأقل تقدير.
وبحسب الأرقام الرسمية، تبلغ كمية النفايات المنزلية التي يتم التخلص منها سنويًا في البحرين حوالي 554,000 طن وسطياً. وفي رمضان، تتجاوز نفايات الطعام المتراكمة في البحرين على وجه التحديد 600 طناً في اليوم الواحد.
ومع ارتفاع مستويات المعيشة والاستهلاك المفرط، بات الأفراد أكثر إسرافاً وهدراً، في تناقض صارخ للمبادئ الأساسية للاستدامة. فظاهرة هدر الغذاء وكمياتها المذهلة جلية وواضحة في جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية. ولسوء الحظ، يميل الناس خلال شهر رمضان الكريم إلى الإفراط في شراء ما يفوق حاجتهم إلى المواد الغذائية. ولذلك فإن ما يحتاج إلى التغيير هو موقفنا الأساسي الذي يحدد سلوكنا، ليغدو قائماً على مبدأ أن "الكثير يكمن في القليل"؛ فبدلاً من جعل طاولة إفطارنا مكتظة بكميات وأصناف من الطعام أكثر بكثير مما يمكننا تناوله، علينا الاكتفاء بما يشبع حاجتنا؛ فجوهر الأمر إذاً هو تغيير السلوك.
ويا لها من مفارقة حقاً! إذ إننا نهدر على مستوى العالم أربعة مليارات طن من الغذاء كل عام بينما لا يزال 870 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية (بحسب برنامج الأغذية العالمي، 2016). وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن المستهلكين في البلدان الغنية يهدرون كل عام كمية غذاء تُقدّر بـ (222 مليون طن) وتساوي إجمالي حجم الغذاء المنتج في بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.
لا يمكننا كأفراد إيقاف هذه الظاهرة، ولكن عندما يقوم كل منا بواجباته، سيكون لنا أثر إيجابي كبير. إن تغييراً بسيطاً في طريقة تسوّقنا وتناولنا للطعام، وتحسين برمجة وجباتنا، والميل إلى شراء ما تسمى "الفواكه والخضروات الأقل جاذبية"، والتعرف على قواعد تخزين الطعام وتجميده، وتناول بقايا الطعام، والتبرع بالفائض منه، من شأنه أن يُحدث فرقاً كبيراً.
وخلال هذا الوقت اتّبع أيضاً النصائح الآتية:
- عندما تخطط للذهاب إلى البقالة للتسوق، تأكد من استعدادك الجيد لذلك: قم بإعداد قائمة التسوق قبل الذهاب إلى السوبر ماركت – فمن شأن ذلك أن يمنعك من الإسراف في الشراء ويساعدك على شراء الكميات الفعلية التي تحتاجها وخاصة عندما يتعلق الأمر بالفواكه والخضروات.
- قم بتجميد الفواكه والخضروات القديمة، أو بصنع العصائر منها أو بتخزينها، أو بهرسها، أو بتحويلها إلى مربى؛ بدلاً من التخلص منها.
- حيثما أمكن، قم بتجميد بقايا الطعام أو احتفظ بها لتتناولها لاحقاً. وإذا كنت تتناول طعامك خارج المنزل، قم بتعبئة بقايا وجبتك حتى تتمكن من تناولها فيما بعد أو إعطائها لمن يحتاجها.
- تفحّص المواد الغذائية الموجودة في ثلاجتك يومياً للتأكد من استخدامها قبل أن تتحول إلى نفايات، ونظم ثلاجتك بحيث تضع المواد التي تنتهي صلاحيتها أولاً أمام ناظريك.
- راقب عاداتك لمدة أسبوع، وتتبّع مسارها، وقدّر حجم نفاياتك، بهدف تغيير سلوكك نحو الأفضل.
وتذكر أنه يمكنك أيضاً التبرع بالأغذية القابلة للتلف وتلك غير القابلة للتلف إلى بنوك الطعام المحلية، مثل شريكتنا جمعية حفظ النعمة، والمطابخ والجمعيات الخيرية المحلية، ومعسكرات العمل.
إذا كنت من قرّاء مقالاتنا المتخصصة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات في نشراتنا، فإنك تعلم مدى أهمية وجدية موضوع الهدر بالنسبة لنا. ونحن لا نتحدث عن الهدر التقليدي فحسب – بالرغم من كونه الموضوع الأساس لحديثنا هذا – بل نهتم أيضاً بأنواع الهدر الأخرى مثل: هدر المواهب، وهدر الفرص، وهدر الوقت، وهدر القدرات والطاقات الكامنة.
وهدر الطعام مهم جداً خاصة في هذا الجزء من العالم، وتحديداً في هذه الفترة من السنة، فترة الاحتفال بشهر رمضان المبارك. فالمنطقة العربية تُنتج كمية هائلة من نفايات الطعام تبلغ ذروتها خلال هذا الشهر الفضيل – الأمر الذي يمكننا وصفه بأنه ينذر بالخطر الشديد بأقل تقدير.
وبحسب الأرقام الرسمية، تبلغ كمية النفايات المنزلية التي يتم التخلص منها سنويًا في البحرين حوالي 554,000 طن وسطياً. وفي رمضان، تتجاوز نفايات الطعام المتراكمة في البحرين على وجه التحديد 600 طناً في اليوم الواحد.
ومع ارتفاع مستويات المعيشة والاستهلاك المفرط، بات الأفراد أكثر إسرافاً وهدراً، في تناقض صارخ للمبادئ الأساسية للاستدامة. فظاهرة هدر الغذاء وكمياتها المذهلة جلية وواضحة في جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية. ولسوء الحظ، يميل الناس خلال شهر رمضان الكريم إلى الإفراط في شراء ما يفوق حاجتهم إلى المواد الغذائية. ولذلك فإن ما يحتاج إلى التغيير هو موقفنا الأساسي الذي يحدد سلوكنا، ليغدو قائماً على مبدأ أن "الكثير يكمن في القليل"؛ فبدلاً من جعل طاولة إفطارنا مكتظة بكميات وأصناف من الطعام أكثر بكثير مما يمكننا تناوله، علينا الاكتفاء بما يشبع حاجتنا؛ فجوهر الأمر إذاً هو تغيير السلوك.
ويا لها من مفارقة حقاً! إذ إننا نهدر على مستوى العالم أربعة مليارات طن من الغذاء كل عام بينما لا يزال 870 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية (بحسب برنامج الأغذية العالمي، 2016). وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن المستهلكين في البلدان الغنية يهدرون كل عام كمية غذاء تُقدّر بـ (222 مليون طن) وتساوي إجمالي حجم الغذاء المنتج في بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.
لا يمكننا كأفراد إيقاف هذه الظاهرة، ولكن عندما يقوم كل منا بواجباته، سيكون لنا أثر إيجابي كبير. إن تغييراً بسيطاً في طريقة تسوّقنا وتناولنا للطعام، وتحسين برمجة وجباتنا، والميل إلى شراء ما تسمى "الفواكه والخضروات الأقل جاذبية"، والتعرف على قواعد تخزين الطعام وتجميده، وتناول بقايا الطعام، والتبرع بالفائض منه، من شأنه أن يُحدث فرقاً كبيراً.
وخلال هذا الوقت اتّبع أيضاً النصائح الآتية:
- عندما تخطط للذهاب إلى البقالة للتسوق، تأكد من استعدادك الجيد لذلك: قم بإعداد قائمة التسوق قبل الذهاب إلى السوبر ماركت – فمن شأن ذلك أن يمنعك من الإسراف في الشراء ويساعدك على شراء الكميات الفعلية التي تحتاجها وخاصة عندما يتعلق الأمر بالفواكه والخضروات.
- قم بتجميد الفواكه والخضروات القديمة، أو بصنع العصائر منها أو بتخزينها، أو بهرسها، أو بتحويلها إلى مربى؛ بدلاً من التخلص منها.
- حيثما أمكن، قم بتجميد بقايا الطعام أو احتفظ بها لتتناولها لاحقاً. وإذا كنت تتناول طعامك خارج المنزل، قم بتعبئة بقايا وجبتك حتى تتمكن من تناولها فيما بعد أو إعطائها لمن يحتاجها.
- تفحّص المواد الغذائية الموجودة في ثلاجتك يومياً للتأكد من استخدامها قبل أن تتحول إلى نفايات، ونظم ثلاجتك بحيث تضع المواد التي تنتهي صلاحيتها أولاً أمام ناظريك.
- راقب عاداتك لمدة أسبوع، وتتبّع مسارها، وقدّر حجم نفاياتك، بهدف تغيير سلوكك نحو الأفضل.
وتذكر أنه يمكنك أيضاً التبرع بالأغذية القابلة للتلف وتلك غير القابلة للتلف إلى بنوك الطعام المحلية، مثل شريكتنا جمعية حفظ النعمة، والمطابخ والجمعيات الخيرية المحلية، ومعسكرات العمل.