
لقاء مع ماريك شيريدان، الرئيس التنفيذي
شهد العام 2019 نجاحات لافتة لمجموعة بي أم أم آي، وحققت فيه العديد من المنجزات والنتائج التي خططت لها. وحتى نتعرف أكثر على تلك المنجزات وما تخطط له المجموعة في العام 2020، التقينا ماريك شيريدان، الرئيس التنفيذي.
هلّا حدثتنا بالمزيد عما شهده العام 2019 من نجاحات للمجموعة؟
أنا فخور بتمثيل هذا الفريق الذي نجح في تجاوز توقعات موازنتنا للعام الماضي وتمكن من تنمية الأعمال بنسبة 9٪ لجهة صافي الربح في عام شهد شتى أنواع التحديات، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي. بدايةً من تطبيق ضريبة القيمة المضافة والتوترات الاجتماعية العالمية، وهي عوامل منعت معظم الأسواق التي ننشط بها حالياً من تحقيق مستهدفات النمو. وكانت تلك المعدلات، في أحسن الأحوال، ثابتة، وهذا يعني أن أي نمو يكون على حساب الحصة في السوق، أو عن طريق العمل على إيجاد مصادر إيرادات جديدة. وهكذا، ندرك أن ما تحقق من نمو يدفعنا إلى تثمين جهود الفريق أكثر وأكثر.
ما هو النهج الذي تبناه فريق العمل حتى يكفل تحقيق تلك النتائج؟
خططنا في العام 2019 للاستمرار في تنفيذ برنامجنا الرامي إلى أن نكون كياناً تجارياً أقوى حضوراً وأشد فعالية في الأسواق التي ننشط بها عن طريق اتخاذ بعض القرارات الصعبة.
فمثلاً، قررنا تغيير نموذج عملياتنا في أسواق إفريقيا ليكون "العمل مع الدولة" وليس "في الدولة". وبهذه الطريقة نقلل المخاطر الواردة. وهو ما أتاح لنا الدخول في بعض أعمال سلاسل الإمداد بالسلع، وهي تختلف اختلافًا كبيرًا عن تجارة السلع. نمتلك خبرة عريضة في تلك الأسواق ونتفهم ما هو مطلوب القيام به فيها. وبوسع فرق المشتريات والتعهيد لدينا تلبية الطلب بشكل فعال. وهكذا، من خلال استخدام الموارد والكفاءات الحالية، فتحنا بنجاح تدفقًا جديدًا للإيرادات - وإن كان بشكل بدائي في عام 2019.
وهنا أذكر مثال آخر، يتمثل في الكيفية التي غيرنا بها نموذج تنفيذ أعمالنا في مجال المطاعم. نحن الآن نتعامل معها من خلال تحديد الشريك المناسب. وهو ما أوقف هدر الأموال، وأتاح لنا الاستفادة من خبرات الشركاء. وأنوه هنا إلى المشروع المشترك مع McGettigan's والذي حقق نجاحاً هائلاً.
هل يستمر هذا النهج في العام 2020؟
لا تزال هناك بعض المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التشديد وإدارة تكاليفنا فيها بشكل أكثر فعالية. ففي الواقع، كان أحد الإنجازات التي تحققت في العام الماضي أن تمكنا من تحقيق النمو دون زيادة قاعدة التكلفة بشكل ملحوظ. ومن جهة الاستثمار، سوف نستمر في محاولة تحقيق المزيد مما هو أقل؛ أي زيادة الفعالية الاستثمارية. وسوف تستمر عملية إعادة صياغة نهجنا بغرض تعزيز كفاءاتنا الأساسية في أعمالنا الحالية - مثل زيادة الربحية في أقسام أسواق الأسرة، وقسم المستهلك وقسم المشروبات – بالإضافة ايضاً لاستكشاف مصادر دخل جديدة.
تعد الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة أساسية في جميع الأوقات، الجيدة منها والصعبة ولكن يجب علينا أن نبحث باستمرار عن مصادر إيرادات ودخل بديلة لتحقيق هدفنا المتمثل في نمو الأرباح المستدام. لذلك، سيكون التركيز الرئيسي لعام 2020 هو تحديد فرص النمو المستدام من خلال الاستفادة من الكفاءات الأساسية لدينا.
ومن الأمثلة اللافتة على ذلك دخولنا مجال التجارة الإلكترونية والذي كان في البداية بهدف دعم أسواق الأسرة وقسم المشروبات. والآن هناك فرصة لأن يكون هذا المجال جزءًا مهمًا من أعمالنا. ولذلك، أسسنا إدارة للتجارة الإلكترونية، لأن هذا هو أساس إطلاق منصات جديدة تجتذب عملاءنا. ومهما كانت روعة هذه التطبيقات التقنية الجديدة، فإنك لن تتمكن من تحقيق أقصى استفادة منها أو الوفاء بوعدك لعملائك إلا بحسن إدارتها. حيث تتعلق فلسفتنا بتحقيق النمو المستدام للأرباح، وعلينا التأكد من أن لدينا البنية التحتية اللازمة لضمان توافر المخزون بما يغطي الطلب، وأنه متاح بسهولة، وأن المنتج تم تسليمه في حالة وجودة مناسبة، ومن الأفضل أن يكون ذلك مع بعض المزايا أيضاً.
ولدعم هذه المبادرة وغيرها، نواصل الاستثمار في احدى كفاءاتنا الرئيسية وهي اللوجستيات وسلسلة التوريد. وسوف نشارككم بالمزيد من المستجدات حول هذا الموضوع في وقت مبكر في عام 2020.
ما الذي تتوقعه من فريق العمل خلال 2020؟
يقيني أننا أحرزنا تقدماً كبيراً فيما يتعلق بثقافة الأداء في الأعوام القليلة الماضية. وأعتقد أننا رسخنا معاني التحدي لدى الأفراد وفرق العمل، فكانوا في تحدٍ مستمر مع أنفسهم والآخرين بطريقة مهنية مهذبة ومحترمة وإيجابية ولكنها حازمة.
علينا أن نعرف باستمرار كيف يمكننا القيام بالعمل بشكل أفضل. ويجب أن يفكر كل فرد: "ما الذي يمكنني أن أفعله لتحسين أدائي وهل أفعل كل ما بوسعي فعله؟" وأن نفكر أيضاً في الكيفية التي يمكننا بها إحداث تغيير، وهو أمر مرتبط بقيم المؤسسة وما قمنا به من تحديث قيمة "R" لتكون "المسؤولية" وليس "التقدير". وعلينا أن نتأكد من أننا عندما نتولى القيام بمهمة ما أننا لا نقدم ما هو متوقع منا فحسب، بل وأن نفكر في الطريقة التي تجعلنا نقدم ما هو أبعد من ذلك. لأن في ذلك معاني المسؤولية والملكية؛ نحن لا نريد أن نكون كياناً يؤدي العمل وحسب. كما أنني لا أعني هنا أنه عندما لا تسير الأمور على ما يرام فإن على كل فرد أن يوبخ نفسه ويلومها. ما اقصده هو تحمل مسؤولية إيجاد الحل وتنفيذه والمحاولة مرة أخرى إذا لم ينجح ذلك الحل. فيجب أن تكون المثابرة ركيزة نهجنا.
ما الذي ينتظره فريق العمل في العام 2020؟
لقد واجهنا جميعًا عددًا من التغييرات في عام 2019 وأعتقد أننا أصبحنا اقوى بسبب هذه التغييرات والتحديات. أنا أؤمن بهذا الفريق وقدرته على التكيف والتغيير مع التحديات التي لا شك أن عام 2020 سيجلبها، ولكن مرة أخرى سنكون وحدة أقوى معًا. نتيجة لذلك، ينبغي أن يتوقع الفريق ما آمل أن يكونوا يتوقعونه دائمًا: الشعور بالانتماء متوازن مع التحدي والإثارة والعمل الجاد والمكافأة والتقدير ونأمل بعض المرح على طول الطريق!
فيمكن لفريقنا أن يتوقع المستوى نفسه إن لم يكن أعلى منه عند تقديره ومكافأته على العمل الذي يقوم به! لقد قمنا بترقية "التقدير" من بين قيم "Winning Hearts" الخمس لأنه متأصل في ثقافتنا. إنه عنصر شامل جامع في ممارستنا للعمل وليس مجرد قيمة واحدة. نعيشها كل يوم، كلما ميزنا أفراداً يقومون بجهود غير عادية ويحدثون الفارق؛ أفراد يسعون إلى تجاوز التوقعات.
كما يمكن للفريق أن يتوقع النمو. لأن نمو الأعمال يعني فرص نمو كل فرد. فطالما أن الشركة تنمو فإنها تكون قادرة على الاستثمار في مجالات جديدة وتحقيق النمو في أعمال جديدة وانتهاز فرص جديدة؛ وهو ما يترجم إلى المزيد من الوظائف وترقي الأفراد في مناصب أكبر وتوافر فرص رائعة للأفراد الذين يقومون بعمل جيد للمجموعة. نحن جميعاً معاً، وكان عام 2019 انعكاساً حقيقياً لكل هذه المعاني. إن من أهم عناصر نجاحنا قدرتنا على إحداث التغيير. وإذا واصلنا جميعًا بذل قصارى جهدنا لتجاوز كل التوقعات، فعندئذ يمكن لفريق العمل انتظار العديد من الإيجابيات في عام 2020.
هل من رسالة لفريق العمل في مستهل العام الجديد؟
أود أن أعرب لهم عن شكري وامتناني. وبما أنني من يعرض أداء المجموعة على مجلس الإدارة، فإنني فخور جداً بتقديم هذه النتائج الإيجابية.
أشعر بفخر كبير وأنا أشهد جدية عمل الفريق وحرصه على تجاوز التوقعات. رأيت أفراداً يعملون ليلاً ليرضوا العملاء، ومن استمر في العمل خلال عطلات نهاية الأسبوع لضمان خروج شحنات نهاية الشهر، وكذلك خدمات الدعم التي تضمن سير العمل بلا انقطاع ومن دون تعطل. هذه كلها أمثلة لأفراد كان بوسعهم الاكتفاء بالعمل في المواعيد الرسمية وحسب. لكنهم لم يفعلوا. أخذوا زمام المبادرة لأنهم يعلمون أن هناك من يعتمد عملهم على جهودهم. أحببت ذلك، وأعتقد أن هذا أمر يستحق أن نمتن له جداً وأن له فضل كبير في نجاحنا.
ومن دواعي تقديري أيضاً أن فريق العمل في بي أم أم آي يجد الوقت في ظل كل هذه المشاغل للتفكير في الكيفية الأمثل لمساعدة الآخرين. وهو تجسيد للشعور بالمسؤولية وسبب أن هذه القيمة محددة للغاية وفي الآن نفسه فإنها واسعة النطاق جداً، لأننا جميعاً نشعر بإحساس كبير بالمسؤولية عند التأكد من أننا ندعم المجتمعات التي ننشط فيها. ومذكرة التفاهم التي وقعناها مع "إنجاز" من أبرز الأمثلة على ذلك، حيث نقدم 20 منحة دراسية سنوياً. ينتابني فخر كبير بالمبادرات التي نطلقها لدعم جميع شرائح المجتمع المختلفة. إنها تشعرنا بقدر كبير من الرضا، وهنا أسجل شكري لجهود الفريق. وأعتقد أن بي أم أم آي ومجلس الإدارة أسهموا بدورهم تجاه مملكة البحرين والمناطق الأخرى التي نعمل بها بجدية بالغة، ولسوف نستمر في ذلك عبر عدد من البرامج. كم أنا سعيد بكوني فرد في هذه العائلة الكبيرة. أشكركم جميعاً مجدداً على ما تقومون به حتى تبقى بي أم أم آي كياناً استثنائياً.