
المسؤولية الاجتماعية المستدامة في صلب عمل بي أم أم آي
في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم حالياً، باتت مسؤولية المؤسسات تجاه كل المعنيين بعملها ومجتمعاتها المحلية أكثر أهمية من أي وقت مضى. وقد كان لنا حديث مع ريم التاجر، المسؤول الشريك للمسؤولية الاجتماعية بمجموعة بي أم أم آي، لنتعرف منها أكثر على المقاربة التي تتخذها الشركة في التعامل مع المسؤولية الاجتماعية للشركة.
ما هي المنهجية التي تتبعها بي أم أم آي في التعامل مع المسؤولية الاجتماعية للشركة؟
تركز أنشطة بي أم أم آي في مجال المسؤولية الاجتماعية على توفير قيمة مستدامة لجميع المعنيين بعملنا. ونحن نسعى جاهدين إلى إحراز تقدم حقيقي وترك أثر إيجابي في المجتمعات التي نعمل فيها. وفي الوقت ذاته، نعمل على ضمان أن يكون كل ما نقوم به متوافقاً توافقاً استراتيجياً مع نشاط المجموعة.
فلطالما كانت المجموعة تعتبرُ المسؤولية الاجتماعية للشركة جزءاً أساسياً من عملها. فما نسبته 2% من الأرباح السنوية لمجموعة بي أم أم آي يخصص كمساهمة سنوية تُقدم إلى مؤسسة أسواق الأسرة الخيرية من أجل تمويل تبرعات متنوعة ودعم مختلف القضايا الخيرية. وبهذه الطريقة، فإن المجموعة تعيد التأكيد على التزامها بالمسؤولية الاجتماعية للشركة ودعمها للمبادرات الهامة، بغضّ النظر عن أي عوامل أخرى.
وفيما يخص استراتيجيتنا الحالية للمسؤولية الاجتماعية للشركة، فإن هذه الاستراتيجية كانت قد وُضعت بعد الكثير من التجريب والخطأ، ولكنها تحولت في نهاية المطاف إلى شيء منطقي يناسب شركتنا. وتندرج مبادراتنا في مجال المسؤولية الاجتماعية ضمن إطار سياستنا الخاصة بمسؤوليتنا الاجتماعية التي تسمى (Nourishing Life). وتقوم هذه السياسة على الإيفاء بعدة التزامات تندرج تحت ثلاثة عناوين متقاطعة هي: الرعاية والصدق ووفرة الصحة. ونحن نعتبر أن هذه المواضيع دائمة التغير والتطور، ونخضعها لمراجعة دائمة لتظل مهمة.
كيف تضمنون المحافظة على أهمية مقاربة بي أم أم آي في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركة؟
نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تكون عمليتنا شاملة لكل المعنيين قدر المستطاع، ونتواصل مع مختلف هؤلاء المعنيين ونشجع الناس على التواصل معنا أيضاً.
بعد أن نصغي إلى عدة أشخاص معنيين بخصوص أكثر الجوانب تأثيراً في نشاطهم التجاري، فإننا دائماً ما نأخذ بحسباننا موظفينا، ومجتمعاتنا المحلية وبيئتنا. ومن خلال انتباهنا إلى الأثر الذي نتركه كمؤسسة، إضافة إلى احتياجاتنا التجارية، فإننا نتبنى استراتيجية مرنة مفيدة للمجتمع، لكنها حقيقية وذات صلة بالنسبة لنا كمؤسسة وبالنسبة لفريقنا.
تساعدنا تلك العملية الآن في وضع خطة سنوية تضم قائمة بالمؤسسات التي من المُحتمل مساعدتها، من أجل تحقيق أثر سلس على مجتمعاتنا المحلية. وتماشياً مع الركائز الثلاث لسياستنا الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية، فإن المجالات التي حددناها حالياً لنركز عليها هي الصحة، والتعليم، وحماية البيئة، ودعم الشباب والأطفال المعرضين للخطر.
أحد الأمثلة هو برنامج الأسرة للمنح التعلمية التابع لبي والذي كان قد أطلق بالتعاون مع مؤسسة إنجاز. وسوف تدعم المبادرة تعليم الطلاب المحليين على المستوى الجامعي. وإضافة إلى دعم المبادرة لأصحاب المواهب المحليين ومساعدة القوى العاملة المستقبلية في البحرين، فإنها تمنح بي أم أم آي الفرصة لبناء الروابط مع المجتمع المحلي الذي يمكن أن يكون مصدراً محتملاً لموظفين مستقبليين في المجموعة. وهي مفيدة لكلا الطرفين.
هلا أخبرتنا بالمزيد عن لجنة الرعاية في بي أم أم آي؟
في سعينا إلى اتباع منهج شمولي للعثور على مبادرات استراتيجية في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركة تؤثر إيجابياً أيضاً على نشاطنا التجاري، فإننا أنشأنا لجنة الرعاية في بي أم أم آي هذا العام وهي تضم موظفين متطوعين شغوفين ورؤساء أقسام تجارية. وتقترح اللجنة مبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية تكون متوافقة في الوقت عينه مع المقاييس الهامة التي تترك أثراً مباشراً على إيرادات الشركة.
بعد ظهور جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، كانت عملية إطلاق أول مبادرة للجنة محفوفة بالتحديات. لكن جمع شمل هذه المجموعة الشغوفة من الأشخاص والحصول على الدعم من رئيسنا التنفيذي وإدارتنا العليا، كان خطوة أولى حاسمة باتجاه تحويل هذه المشاريع من مقترحات على الورق إلى واقع. ونتطلع قدماً إلى رؤية نتائج إيجابية للجنة الرعاية في المستقبل القريب.
هل تركت جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) أي آثار على مقاربة بي أم أم آي في مجال المسؤولية الاجتماعية؟
نحن نسعى سعياً حثيثاً وأكثر من أي وقت مضى لتحقيق أثر إيجابي كلما كان بوسعنا فعل ذلك. وبرأيي الشخصي، هذا بالضبط ما يجعل بي أم أم آي عظيمة، حيث إن لدى الشركة إحساساً ملحاً بالرغبة في تقديم الإسهامات لمواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية العالمية، ولاسيما في أكثر الأوقات والأماكن حاجة إلى هذه الإسهامات.
أعادت جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) تعزيز التزامنا ببناء شراكات مستدامة مع الجهات المعنية من أجل توسيع نطاق حضورنا وأثرنا. وقد بادرنا هذا العام إلى تحديد مبادرات مع المنظمات غير الحكومية، والوزارات والجمعيات الخيرية المسجلة المناسبة من أجل تقديم المزيد من دعمنا لمعيشة العائلات التي تواجه ظروفاً صعبة.
فعلى سبيل المثال، سمحت لنا شراكاتنا مع نادي روتاري وجمعية شجرة الحياة وغيرهما من الجمعيات الخيرية الأخرى بالاستفادة من قدرات شبكات راسخة تمتلك خبرات محددة وقادرة على الوصول إلى الكثير من المعنيين. ويشمل ذلك دعمنا لأكثر من 230 عائلة فقيرة في عموم البحرين عبر تزويدها بأجهزة منزلية أساسية، إضافة إلى دعم 120 طالباً ممن يحتاجون إلى الحصول على حواسب شخصية لمواصلة تعليمهم عبر تقنيات التعلم عن بعد. كما تعاوننا أيضاً مع هيئات مثل وزارة الصحة البحرينية لضمان دعمنا للقضايا الملحة مثل التبرع بآلات بنكرياس صناعية للأطفال الذين لديهم الداء السكري وأسرّة المرضى للتخفيف من أثر النقص في هذه التجهيزات.
بمساعدة الموظفين الشغوفين، نحن قادرون أيضاً على تحقيق أثر إيجابي على المستوى الدولي. فعلى سبيل المثال، كان لجورج وايت دور أساسي في مساعدة بي أم أم آي على إقامة علاقة مديدة مع جمعية أطفال واثقون خارجون من النزاع، وهي عبارة عن مؤسسة غير حكومية في جنوب السودان، من خلال رعاية تعليم الطلاب، فضلاً عن جملة أخرى من المبادرات. فإضافة إلى دعم بي أم أم آي لتعليم أكثر من 20 طفلاً، فقد غطت تكاليف آلة لصنع طوب البناء بهدف صنع الحجارة الخاصة بعمليات إنشاء الموقع الجديد للجمعية. كما ستُستعمل الآلة أيضاً لصنع الطوب وبيعه في السوق المحلية لتوفير دخل مستدام للجمعية مستقبلاً وتوفير فرص التوظيف والتدريب في قطاع البناء للأطفال في الميتم.
كيف يبدو شكل مستقبل المسؤولية الاجتماعية بالنسبة لشركة بي أم أم آي؟
سيظل مستقبل المسؤولية الاجتماعية في بي أم أم آي قائماً على مبدأ التعاون وأود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى جميع الشركاء والموظفين الذين ساعدوا في ضمان التنفيذ الناجح لمبادراتنا.
كما مثلت جائحة فيروس كورونا، التي انطوت على الكثير من التحديات، فرصة للشركات للاتجاه نحو جدول أعمال أكبر أثراً في مجال المسؤولية الاجتماعية وأكثر ارتباطاً بطبيعة الشركة. كما دفعت قادة الشركات حول العالم إلى إعطاء الأولوية للتفكير المستدام، سواء تعلّق الأمر بتقاسم الموارد، أو الوصول بالتكاليف إلى المستوى المثالي، أو إعطاء المزيد من الأولوية للصحة، أو غير ذلك.
أنا أؤمن أن إدارتنا العليا قد أبلت بلاء حسناً في مساعدة المجتمعات المحلية وفي إعطاء الثقة إلى الموظفين أنه مهما كانت الظروف، فإن بي أم أم آي ستقوم بكل ما هو ضروري لحماية كل شخص مع العمل في الوقت ذاته على تحقيق النجاح المستدام. فمن التدابير الوقائية المطبقة، إلى إعطاء الأولوية لسلامة الموظفين، إلى إطلاق برنامج Happy Hearts، فإن المسؤولية دائماً هي في الصدارة. وكلي أمل أن تظل المسؤولية الاجتماعية في المستقبل في صميم عملنا الرامي إلى تطوير المبادرات، ومحفزاً أساسياً للابتكار في عموم بي أم أم آي.
إضافة إلى الشعور بالمكافأة الذي ينتابني نتيجة انخراطي في العمل الذي يترك أثراً إيجابياً على الآخرين، فإنني سعيدة بكوني جزءاً من مجموعة تعمل جاهدة على إشراك موظفيها ومعاملتهم كجهة أساسية معنية بها. وسواء تعلّق الأمر بالعثور على الحلول للتعايش خلال الجائحة الحالية، أو كيفية تحقيق أكبر أثر مستدام في المجتمع المحلي، فإن بي أم أم آي تستمر في إثبات التزامها بالمسؤولية على الصعيد الخارجي وضمن إطار عائلتها الداخلية.
ثمة دور يجب علينا أن نؤديه في تعزيز المسؤولية في عموم أنحاء المجموعة. وأتمنى أن أسمع آراءكم بخصوص كيفية المحافظة على زخمنا في مجال المسؤولية الاجتماعية، وأرجوا ألا تترددوا بمراسلتي على العنوان التالي: raltajer@bmmi.com.bh