
المرونة والروح الجماعية في مواجهة التحديات
فرضت جائحة كوفيد – 19 على العمليات اللوجستية وعمليات النقل وسلاسل التوريد تحديات تتعلق بمزاولة الأنشطة في جميع أرجاء العالم. وكان لنا مؤخراً لقاء مع المدير العام للشؤون اللوجستية في بي أم أم آي، راماتشاندران كاندامبيث، لنعرف منه أكثر كيف تمكن فريقه من مواجهة هذه التحديات.
كيف أثرت جائحة كوفيد – 19 على العمليات اللوجستية وعمليات النقل وسلاسل التوريد لدينا؟
تركت الجائحة الحالية أثراً على العمليات اللوجستية وعمليات النقل وسلاسل التوريد على المستوى العالمي بما أن هذا القطاع معني بحركة السلع وتدفقها، إضافة إلى استلامها وتخزينها. وفي وقت من الأوقات في بادئ الأمر، حصل توقف شبه كامل في أسواق الأنشطة المتبادلة بين الشركات.
وبما أن اعتماد بي أم أم آي المباشر على الواردات الصينية هو بالحد الأدنى، فإن التأثير على عملياتنا في البداية كان بسيطاً. وعندما بدأت الجائحة تتفشى في أجزاء أخرى في العالم، ولاسيما في الدول الأوروبية، بدأنا نرى أثراً أكبر على سلسلة توريدنا، بما أن غالبية المنتجات من المشروبات والكثير من منتجات البقالة تُستورد من ذلك الجزء من العالم.
كما واجهنا أيضاً تحديات فيما يخص بعض سلعنا التي نجلبها إلى البحرين عادة عبر جسر الملك فهد من المملكة العربية السعودية. ومع إغلاق الجسر وتقييد هذه الحركة، اضطررنا إلى النقل عبر البحر. وقد فرض ذلك أيضاً تحديات إضافية مثل التأخر في تقديم الوثائق. ورغم أن ذلك قد تسبب بفقدان المخزون في بعض الحالات، إلا أنه لم يؤثر إلا على 20-30% من الشحنات، وتمكنا من إدارة الوضع دون أن يتسبب ذلك بتأثير كبير على خدماتنا.
كان ذلك يتعلق بجانب التوزيع. أما بالنسبة لسوق تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية، وتحديداً التسوق عبر الإنترنت والتوصيل، فإننا رأينا قفزة كبيرة. فقد تفجرت شعبية هذه السوق مع تزايد أعداد الناس التي باتت تطلب حاجياتها عن طريق الإنترنت. وفي بعض الحالات، كانت الزيادة في الطلب بنسبة ثلاثة أضعاف. وبالتالي، رغم أننا رأينا تراجعاً في بادئ الأمر في الأنشطة التجارية مع الشركات، إلا أننا كنا نتعامل مع زيادة في الطلب على عملياتنا التي تدعم أعمال البيع بالتجزئة لدينا.
ما هي التدابير التي اتُخذت لضمان الحد الأدنى من التقطع في عملياتنا؟
نحن في بي أم أم آي نبذل قصارى جهدنا للعمل بطريقة استراتيجية ووضع خطط طوارئ لمواجهة أي عوائق أو تحديات قد تظهر.
ورغم أن الجزء الأكبر من أنشطتنا يغطي عادة سوق المعاملات التجارية مع الشركات الأخرى، إلا أننا نوفر خدمة قائمة على نقل السلع من مركز نقل إلى الوجهة النهائية، وهذا المكون يختص بعلاقتنا مع الزبائن مباشرة.
عملنا على ضمان تمتع عملياتنا وفريقنا بالمرونة، من أجل التعامل مع التراجع في سوق المعاملات التجارية مع الشركات وتعويضه بالزيادة في الطلب من الزبائن المباشرين. وقد حققنا أكبر استفادة ممكنة من فريقنا لتقديم أقصى ما يمكن من خدماتنا من خلال تبديل مواقع السائقين وتكليفهم بمهام أخرى، على سبيل المثال، واستعملنا مواردنا لنتأقلم مع التغيير الحاصل في القطاع.
وكجزء من عمليات مخازننا، كلف الموظفون بمهام على أساس المداورة لتجنب الاتصال المباشر فيما بينهم، أو تقليل هذا الاتصال إلى الحد الأدنى. واستعنّا بعمال متعاقدين من شركات متعددة، وزودناهم بتعليمات صارمة لعزل إقامتهم في مواقع مختلفة لتجنب التقطع في عملنا. كما اتخذت تدابير صارمة مع الشركات التي تعاقدنا معها؛ إلى الحد الذي رفضنا فيه دخول موظفين متعاقدين من أي شركات لم تمتثل لإجراءات السلامة المطلوبة من قبل بي ام أم آي.
كما عملنا أيضاً على ضمان أن تتوفر لدينا مخزونات احتياطية في عدة مواقع لتجنب حصول انقطاع في العمل. فعلى سبيل المثال، وضعنا ما يكفي لعشرة أيام من المخزونات الطارئة الخاصة بأسواق الأسرة في موقع تابع لجهة أخرى لتكون هذه بمثابة "خطة بديلة" لتجنب الانقطاع المحتمل في التوريدات. كما عملنا على ضمان أن يكون لدينا موظفون احتياطيون مدربون على الاضطلاع بأداء مهام المناصب الحساسة لضمان استمرار النشاط في حال نشأت الحاجة إلى حجر موظفينا صحياً.
الأهم من كل ذلك هو أننا نتبع جميع إرشادات الصحة والسلامة لضمان صحة فريقنا، إضافة إلى صحة جميع الجهات التي نتعامل معها.
وقد كانت هذه الإجراءات ناجحة حيث لم نتعرض إلى أي تعطل كبير في عملياتنا اللوجستية أو سلسلة توريدنا ولم تكن هناك أي حالات فشل في التوصيل. ونحن فخورون جداً أننا مازلنا نعمل بقوة وأننا قادرون على الإيفاء بكل الاشتراطات التي وضعتها الجهات الأخرى التي نتعامل معها.
يعود الفضل في ذلك كله إلى تفاني فريقنا والروح الجماعية التي تطبع عمله. وعلى الرغم من القيود والتحديات، إلا أن الفريق ارتقى إلى مستوى الحدث مدعوماً بطاقته المتجددة. وقد أبدى أعضاء الفريق قدراً كبيراً من المرونة الحقيقية، حيث بدلوا أوقات دوامهم وأيام عطلهم أو عملوا لساعات إضافية عند الضرورة للتغطية عن الموظفين الذين كانوا مضطرين إلى الدخول في حجر صحي، على سبيل المثال، أو نيابة عن أولئك الذين علقوا في بلد خارجي ولم يكونوا قادرين على العودة إلى البحرين. وقد عملوا دون كلل أو ملل وواجهوا التحديات من صميم أفئدتهم وأبدوا استعدادهم للتغلب على أي عوائق.
أود أن أتقدم بالشكر إلى أعضاء الفريق على عملهم الاستثنائي وعيشهم لقيم Winning Hearts التي نؤمن بها وإظهارها.
هلا أخبرتنا بمزيد من التفصيل عن تدابير السلامة التي وضعت لصالح الفريق والجهات المعنية في عموم سلسلة التوريد؟
نحن محظوظون للغاية لأننا جزء من مجموعة بي أم أم آي الأوسع ولأننا نحظى بدعم مختلف الأقسام – وقد كان ذلك أساسياً وهاماً بالنسبة لنا.
يستعمل موظفونا معدات الحماية الشخصية، بما في ذلك القفازات والكمامات، ولديهم تعليمات بتعقيم المخزن والمكاتب على الدوام. وبالتعاون مع أقسام بي أم أم آي، تمتلئ مقراتنا بمواد حملة التوعية التي تساعد في توجيه الناس وتزويدهم بالإجراءات المناسبة وفقاً للتعليمات الداخلية وتعليمات السلطات الصحية الحكومية. وتشمل هذه الإجراءات التباعد الاجتماعي، أو تتبع المخالطين، أو العزل الذاتي أو الحجر الصحي حسب المقتضى.
كما عملنا أيضاً على ضمان التواصل مع زبائننا الداخليين والخارجيين بخصوص ترتيباتنا العملانية مثل المواعيد، ولتخطيط عمليات التوصيل وتنسيقها بطريقة تؤدي إلى تجنب حضور عدد كبير من الأشخاص في الوقت ذاته. وحيث تسمح الظروف، نعمل على ضمان عدم اختلاط الفرق المختلفة معاً، بينما حظرت التجمعات. وعلاوة على ما سبق، وحيث يسمح الأمر، نجري مداورة بين موظفينا في مختلف المواقع للتقليل من الاحتكاك إلى أقل قدر ممكن. وزودنا الموظفين الذين يحتكون بالآخرين احتكاكاً مباشراً، مثل الذين يحصّلون المال أو يتعاملون مع الأموال النقدية، أو يستلمون الطلبيات، بمعدات خاصة للحماية أيضاً.
أخيراً، نعمل أيضاً على ضمان تعقيم المخزن والمقرات بالكامل وتطهيرها بانتظام لتوفير أأمن بيئة ممكنة.
ما هي العبر والدروس التي علمتكم إياها هذه التجربة ونستطيع الاستفادة منها مستقبلاً؟
في قطاع الشؤون اللوجستية، نحن نقول أحياناً إن تركيزنا الأساسي ينصبّ على قاعدة "نتعلم لنتغير، ونتغير لنتعلم". وواقع عملياتنا يظهر أن أيامنا لا تتشابه إطلاقاً، ويجب علينا دائماً التكيف.
نحن دائماً نشجع فريقنا على العثور على طرق خلاقة على الدوام لتحسين خدماتنا، والوصول بكل جانب من جوانب عملياتنا إلى الحالة المثالية وتحقيق الفاعلية في التكاليف. وقد ازدادت أهمية هذا الأمر خلال هذه الأوقات المحفوفة بالتحديات.
فعلى سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بفاعلية التكلفة، كنا نواجه تحدياً عندما يحصل لدينا تراجع في أنشطة أحد أقسامنا الرئيسة بسبب إغلاق قطاع الضيافة. ومن المؤكد أن طبيعة التكلفة في قطاع الشؤون اللوجستية لا تسمح بتقليلها تناسبياً لكي تعكس التراجع في النشاط التجاري. لكننا أعدنا تخصيص الموارد في أرجاء القسم، الأمر الذي سهل الارتفاع في حجم الأنشطة مع الزبائن المباشرين من الأفراد. وقد قاد ذلك إلى الاستفادة بصورة أفضل من الموارد، ما يعني وفرة أكبر في التكاليف وبفاعلية أعلى. يجب علينا دائماً أن نتحلى بالانفتاح الذهني وأن نفكر بطريقة غير تقليدية، إضافة إلى دعم الأقسام الأخرى في بي أم أم آي إلى أكبر قدر ممكن وحسب استطاعتنا. ففي نهاية المطاف، نحن جميعاً نعمل على تحقيق الهدف ذاته.
لذلك، أحد الدروس الكبرى التي تعلمناها هو كيف نزيد من درجة المثالية في عملنا وكيف نعيد تقييم تكاليف النشاط التجاري مع الاستمرار في تحقيق الأهداف الخاصة بالتوصيل وتلبية متطلبات الزبائن، واتباع بروتوكولات السلامة، وتعديل مقاربتنا لتلبي احتياجات السوق.
ورغم أننا مازلنا نعثر على طرق لإحداث التغيير أثناء مضينا قدماً في عملنا، إلا أننا تعلمنا أن هذه المهمة لا يمكن إنجازها إلا عند التحلي بالمرونة، والقدرة على التأقلم والتكيف، والتمتع بالروح الجماعية الحقيقية.
أنا فخور حقًا بالطريقة التي عمل بها موظفونا معًا كفريق واحد لمحاولة تجاوز توقعات عملائنا كل يوم، على الرغم من التحديات غير المتوقعة التي نواجها.