
حوار شيق مع رئيستنا للموارد البشرية معصومة التركماني
تمتلك معصومة التركماني تاريخاً حافلاً من الخبرة العملية في الوظائف المختلفة للموارد البشرية، حيث دعمت خلال مسيرتها المهنية الطويلة عدة شركات في أنحاء المملكة، وساعدتها على إنشاء عده أقسام للموارد البشرية، وإدارة هذه الأقسام وتحسينها. وبما أنه سبق لها العمل مع "بي أم أم آي" بصفة استشارية في مطلع عام 2019، فقد انضمت معصومة رسمياً إلى الفريق كرئيسة لقسم الموارد البشرية في نوفمبر 2020. جلسنا مؤخراً مع معصومة لنتعرّف أكثرعلى رؤيتها للموارد البشرية وغير ذلك من المواضيع!
ماذا كانت طبيعة عملك كاستشارية مع "بي أم أم آي"؟
استعانت بي مجموعة "بي أم أم آي" كاستشارية لأنها أرادت تعزيز الممارسات الهامه في قسم الموارد البشرية في المجموعة، بحيث تكون متوافقة مع المعايير السائدة في القطاع ومن أجل خدمة موظفيها. وكنت سابقاً قد ساعدت شركات أخرى على إنشاء أقسام للموارد البشرية وإدخال معايير دولية، وأنا أمضيت مع "بي أم أم آي" بضعة أشهر كاستشارية لإجراء تحليل فجوة بهدف دراسة معايرعمل قسم الموارد البشرية. بعد ذلك تواصلت معي الشركة لتولّي منصب رئيسة قسم الوارد البشرية الذي سُعِدتُ لأنه أتيحت لي الفرصة للمساعدة في رفع مستواه.
ما الذي شدّك في بادئ الأمر إلى مجال الموارد البشرية؟
انجذبت إلى الموارد البشرية لأنه الفرع المعني في نهاية المطاف بالناس، وأنا شخص يركّز على الناس. أنا أشعر كثيراً بشعورالآخرين، ولديّ أحساس ملحّ دائماً بالرغبة في تقديم يد العون كلما سنحت لي الفرصة لفعل ذلك. أعتقد أن هذا هو ما جذبني إلى قطاع الموارد البشرية. كما أنني أعشق طرح الأفكار الجديدة وتنفيذ الحلول الإبداعية، وأعتقد أن قسم الموارد البشرية هو المكان مناسب لإنجاز كل ذلك!
بالحديث عن التركيز على الناس، يعتقد البعض أن الوظيفة الأساسية لقسم الموارد البشرية هي السياسات والإجراءات. فما رأيك في ذلك؟
تغيّرت وظيفة الموارد البشرية وتطوّرت على مر السنين من كونها ذات طابع إداري ومعنية بصورة أساسية بالسياسات والإجراءات والوثائق، إلخ إلى مكان للشراكة التجارية الحقيقية. أنا لا أرى قسم الموارد البشرية بوصفه مسؤولاً عن صياغة السياسات و محاسبة الموظفين فقط، بل أرى في القسم شريكاً تجارياً موجوداً لخدمة المؤسسة وموظفيها. في بعض الأحيان، ليس من السهل الجمع بين هذين الأمرين لأنك يجب أن تسعدي فريق الإدارة، والموظفين أيضاً. ويمكن أن ينطوي العثورعلى هذا التوازن على تحديات شتى، والطريقة التي تقاربين بها مسؤوليات عملك تُحدِثُ فرقاً كبيراً. قسم الموارد البشرية معني بصورة أساسية بخدمة الموظفين. لذلك، حتى لو كنا نضع السياسات والإجراءات، من المهم ألا يغرب عن بالنا أننا موجودون لإرشاد الموظفين وليس فقط بهدف كتابة الأشياء على الورق. فنحن في قسم الموارد البشرية موجودون لنرشد، ونقدّم خدمة، ونطوّر موظفينا ومؤسستنا بأكملها.
سبق لك أن عملت في عدة وظائف لها علاقة بالموارد البشرية – فأيها أقرب إلى قلبك؟
بالنسبة لي، أعتقد أنه التطوير المؤسسي، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بكشف الثغرات وسدها. أنا اعتبر هذا الأمر واحداً من مجالات اهتمامي الأساسية. أحب حل المشاكل وإصلاح العيوب التي لا حلّ لها أو الأشياء المتقادمة. يسمح لي التطوير المؤسسي بالإشراف على هذا الأمر على مستوى الشركة بأكملها، وأنا أعتبر أن هذا المجال هو اهتمامي الأساسي ضمن الموارد البشرية.
ما الذي جذبك للعمل مع "بي أم أم آي"؟
أولاً وقبل كل شيء، عندما تدخل إلى "بي أم أم آي" تشعر أن الثقافة، والجو، والبيئة تتسم بقدر كبير من الود والحميمية. لقد وجدتها ثقافة ديناميكية ومنفتحة على التغيير. وقد كان ذلك عنصراً جاذباً جداً بالنسبة لي. إضافة إلى ذلك، عندما طُرِحَ عليّ استلام هذا المنصب، كنت أعلم أنني قادرة على أضافة قيمة إلى منصبي وإلى الشركة بأكملها. كان لديّ إحساس بالأشياء التي يجب إنجازها، وكيف يمكننا التعامل معها من زاوية الموارد البشرية بناء على التجربة السابقة. وبالتالي اجتمع هذان العاملان من ثقافة عظيمة وقدرتي على إضافة القيمة ودفعاني إلى الانضمام إلى الفريق.
هلا أخبرتنا بالمزيد عن رأيك بثقافة "Winning Hearts" في "بي أم أم آي"؟
وجدت أن الموظفين متعلقون تعلّقاً شديداً بقيم "Winning Hearts" السائدة في "بي أم أم آي"، وهو أمر خاضع للنقاش على الدوام. حتى أنني طرحت هذا الموضوع في مقابلات مع أشخاص يتطلعون إلى الانضمام إلى الشركة لأن الانسجام مع الثقافة السائدة في المؤسسة هو أمر مهم. عندما ينضم الإنسان إلى مؤسسة جديدة، فإن الموظفين غالباً ما يتحدثون عن قيم المؤسسة وثقافتها ويُظهِرُونَ تقديرهم الحقيقي للإسهامات التي يقدّمها كل واحد منهم. أعتقد أن ذلك الأمر يؤثر على المرشحين لدخول المؤسسة وبوسع المرء أن يشعر بهذه الثقافة بمجرد دخوله من الباب صعوداً إلى المكاتب.
ما هي رؤيتك للموارد البشرية في "بي أم أم آي"؟
هي ليست رؤيتي وحدي بل هي رؤية الإدارة العليا ورؤية فريقي أيضاً. أرغب في رؤية الموارد البشرية في "بي أم أم آي" في أنتبّنت الممارسات الفضلى في هذا القطاع، على أن نطبّق أفضل السياسات وأساليب الحوكمة، كما أرغب في أن نكون بذات سوية الشركات الموجودة في السوق. وأنا أريد أن أزيد من جاذبية الشركة في أعين أصحاب المواهب وتعزيز موقعنا بوصفنا الشركة التي يرغب الجميع بالعمل فيها. فإذا ما راجعنا هذه الجوانب وأضفنا الممارسات الفضلى إلى الشركة، فإننا سنضمن تحقيق القيمة للمؤسسة بأكملها.
أنت انضممت إلى الشركة في وقت غير مسبوق – فكيف كانت تجربتك مع الانضمام إلى الفريق أثناء الجائحة؟
لقد كانت تجربة مختلفة للغاية! الإنسان بحاجة إلى التفاعل مع الناس لكي يتعرّف عليهم ويعرّفهم بنفسه أيضاً. أنا ممتنة لأنه أتيحت لي فرصة إمضاء بعض الوقت للتعرف على الموظفين في "بي أم أم آي" في فترة ما قبل الجائحة، لذلك كنت أعرف معظم الأشخاص الأساسيين بشكل من الأشكال. كما كانت لديّ خبرة في العمل من المنزل في شركتي السابقة، لذلك فإن المرحل الانتقالية سارت بمنتهى السلاسة. كما أننا نتمتع بالمرونة ونمتلك الأدوات التي تسمح لنا بالعمل عن بعد وتلبية ما هو مطلوب. بالنسبة لي، كانت هذه الفترة مثمرة جداً وهذا الأمر يتجلى في الأرقام العالمية. فالعمل من المنزل بطريقة مرنة جعل الناس أكثر إنتاجية وقدرة على الاستجابة، وسمح لهم بتحقيق قدر أكبر من التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
خيضت نقاشات كثيرة على مستوى العالم بخصوص عافية الموظفين، ولاسيما في ضوء الجائحة. ما رأيك بهذا الموضوع؟
سأكون صريحة جداً. أعتقد أن الناس الذين كانوا يديرون أعمال أعضاء فرقهم بمنتهى التفصيل والدقة قبل الجائحة وجدوا صعوبة في فعل ذلك أثناء العمل عن بعد. ففرقهم ليست تحت نظرهم مباشرة طوال الوقت، لذلك فقد عانوا. أما من يثقون في موظفيهم وكانوا يهتمون دائماً بعافيتهم وسلامتهم، إضافة إلى اهتمامهم بعافية عائلاتهم ومجتمعاتهم وسلامتهم، فقد كانت تجربتهم جيدة جداً. فقد ظلت فرقهم منتجة ووفية. لذلك عندما يتعلق الأمر بإدارة الموظفين، فإنك عندما تبنين الثقة في فريقك، وتهتمين بالجانب الإنساني، فإن موظفيك سيبذلون جهداً أكبر. من الصعب على الناس أن يكونوا منتجين إذا كانوا يتساءلون دائماً ما إذا كانت عائلاتهم معرّضة للخطر – لأنهم لن يكونوا قادرين على التركيز على عملهم! لقد نجحت "بي أم أم آي" في بناء ذلك الأساس من العافية والثقة والعناية لموظفيها، وفي معظم الأحيان كان هذا الوضع مثالياً. لقد وجدت أشخاصاً يعملون بذات القدرمن الجد والتفاني خلال هذه الأوقات العصيبة، وفي العديد من الحالات كانوا يبذلون جهداً أكبر حتى. وهذا الأمر نابع من الثقافة السائدة من قمة الهرم إلى قاعدته. فالطريقة التي يُعامَل بها المرء هي الطريقة التي يُعامِل بها الآخرين. وبما أن "بي أم أم آي" أعطت الأولوية لسلامة موظفيها، فإنها نجحت في هذا الواقع الجديد الذي نعيشه.
ما هي الاتجاهات الجديدة التي رأيتها في مجال الموارد البشرية على نطاق عالمي؟
ما بدأنا نتعلمه خلال الجائحة هو أننا لم نكن نضع الأولوية بترسيخ التميز في عملياتنا وقدراتنا، لكنا قد وجدنا أنفسنا في وضع صعب لغاية اليوم. ولكن لحسن الحظ، فإن هذا المفهوم كان مطروحاً في السوق وكانت الشركات تبذل قصارى جهدها لأتمتة الأشياء ولإنجاز المهام عن طريق الإنترنت. لقد كان ذلك مفيداً جداً عندما يتعلق الأمر بالموارد البشرية. فقد اكتشفت فرق الموارد البشرية في أنحاء العالم أن العمل عن بعد ليس بالأمر السيء. وفي حالات عديدة، أظهرت دراسات أن العمل عن بعد زاد من إنتاجية الموظفين وساعد في تمتين الأواصرالأسرية. وبالنسبة للسياسات والإجراءات، فإن الجائحة جعلتنا نبدأ بالتفكير في كيفية التحضير لشيء بهذا الحجم في المستقبل. فنحن يجب أن نكون جاهزين أيضاً لمواجهة هذه السيناريوهات ولكي نضمن الاستمرار في التكيف والعمل بفاعلية بغضّ النظرعما نواجه من مصاعب وتحديات.
أخيراً، ما الذي ترغبين في أن يعرفه الناس عنك؟
أنا شخص ودود جداً تجاه الآخرين. بعض الناس يكوّنون انطباعاً عنّي مفاده بأنني شخص صارم وحازم جداً، ولكنني في واقع الأمرأحب فتح بابي للناس وأحب أن أكون شخصاً يستطيعون الوصول إليه في أي وقت. اعتبر نفسي شخصاً منصفاً جداً وشفافاً ومباشراً، وأعبّر بصراحة عمّا يدور في ذهني. في الوقت ذاته، عندما يحصل شيء يستدعي الحزم، أنا لا أتردد أبداً في اتخاذ موقف حازم، وقد وصفني أشخاص كثيرون بأنني امرأة قوية. أنا دائماً أدافع عن حقوقي وحقوق الآخرين، وأحب التعاون في العمل مع فريقي. صحيح أنني سأتخذ القرارات بمفردي إذا اقتضت الضرورة، لكنني من الأشخاص الذي يحبّذون ممارسة العصف الذهني مع فريقهم والاستماع إلى ما يقوله أعضاء هذا الفريق. ففي نهاية المطاف، لن أحاول الترويج لمفهوم جديد أوسياسة جديدة في عموم المؤسسة، إذا لم يكن فريقي يرى فيها الخطوة الصائبة. ففي نهاية اليوم، فريقي هو من سيروّج لهذه المبادرات ضمن الحوار، وبالتالي فإن اقتناع الموظفين أمرمهم جداً بالنسبة لي. لذلك أنا دائماً اختبرالأفكار الجديدة معهم لأرى رأيهم فيها وشعورهم تجاهها. فإذا ما كان فريقي سعيداً بها، فإنني أنا أيضاً سأكون سعيدة!