
الازدهار في مواجهة التحديات – مقابلة مع محمد بن ابراهيم، مدير جي أس أس في السودان
في ظل تأثير الوباء على الشركات ونشوء تحديات مختلفة في جميع قطاعات العمل بشتى البلدان، نجح فريق شركة جي أس أس في السودان في قدرته على الخروج من أزمات عام 2020 بتفوق، والاستمرار في تحقيق الامتياز. ولقد عقدنا مؤخرًا اجتماع مع محمد بن ابراهيم، مدير فريق شركة جي أس أس في السودان، للتعرف على المزيد من التطورات.
اخبرنا عن نفسك
بدأتُ مسيرتي المهنية عام 2004 وعملت في ثلاث شركات كبيرة، الشركة التونسية للبنك، وهو بنك محلي في تونس، ومجموعة ميرسك في عدة مواقع، ومجموعة بي أم أم آي، التي التحقت بها في بداية عام 2018. ولحسن الحظ، اكتسبت خبرات عديدة من خلال عملي في تونس والدنمارك والمملكة العربية السعودية والبحرين واليمن وجيبوتي وإثيوبيا والصومال؛ واستمتعت أيضًا بالعمل مع العديد من الأشخاص من مختلف الثقافات والذين يتمتعون بخلفيات متنوعة.
على المستوى الأكاديمي، تخرجت من المعهد العالي للإدارة بتونس بدرجة ماجستير في برنامج التمويل، وحصلت أيضًا على شهادة في القانون البحري والشحن من أكاديمية ميرسك بالإضافة إلى شهادة البكالوريوس في الرياضيات؛ وأُكمل عامي الثاني في ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية في الجامعة المتوسطية للأعمال حالياً.
على المستوى الشخصي، فمسقط رأسي مدينة نابل التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأنجبت أنا وزوجتي إيناس ثلاثة أطفال رائعين: ريان وألما وأليسا!
وماذا عن عمل الفريق في الفترة الماضية؟
العمل في السودان يأتي بالعديد من التحديات ويرجع ذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى العقوبات التي فُرضت على الدولة لأكثر من ثلاثة عقود؛ وأثناء تفشي وباء كوفيد-19، أصبحت أنشطتنا اليومية أكثر تعقيدًا.
ساعدت المرونة في التعامل مع جميع التحديات الناجمة عن فيروس كوفيد -19والتغلب عليها، مثل الإغلاق التام وتقييد الحركة؛ حيث إنني فخور بما حققته الشركة من أداء متميز في السودان، ولم يكن ذلك مجرد الوصول لنتائج عالية، بل شمل أيضًا سدادًا كبيرًا لحسابنا بين الشركات الشقيقة.
ما التحديات التي خلفتها جائحة كوفيد -19؟
تكمن المشكلة الرئيسة التي خلفها كوفيد-19 في تقييد الحركة داخل الدولة وكذلك عبر حدودها؛ ونظرًا لطبيعة عملنا، فقد حرصنا على اتباع النظام اتباعًا جيدًا وتقسيم العمل إلى نوبات "ورديات" في المناطق الصعبة التي تتطلب تغيير طاقم العمل؛ وفي مرحلة ما، بسبب الوباء، تم إيقاف تغييرات الطاقم؛ وعند تخفيف القيود، كان ينبغي علينا الالتزام بالعمليات والإجراءات الجديدة لحماية موظفينا وجميع الجهات المعنية؛ ويتضمن ذلك اجراء اختبار "PCR" بانتظام ونوافذ الحركة الثابتة وضرورة جمع الموظفين في منطقة واحدة قبل الانتقال إلى المواقع البعيدة وغيرها من الإجراءات الاحترازية.
ما هي جهود الفريق في محاولة التغلب على هذه العقبات؟
التفاهم والصبر! أظهر معظم الأشخاص العالقين بالمواقع بسبب القيود المفروضة على الحركة تفهمًا كبيرًا؛ واضطر الكثير منهم إلى قضاء ثلاثة أضعاف المدة المعتادة التي يقضونها عادة في المواقع البعيدة أثناء تناوبهم؛ ومع ذلك، فقد حافظوا على موقفهم الرائع وقدرتهم على التكيف.
في السودان، نقدم أيضًا خدمات إدارة المرافق لشركات النفط والغاز والتعدين الكبرى؛ ويشمل هذا شراء المواد، وكذلك النقل والتسليم إلى المواقع. كما نقدم خدمات التموين وتجهيز الأغذية وإعدادها في المواقع.
نظرًا لمرونة الفريق والأسلوب الموحي بالقدرة على الإنجاز والعمل الجاد، نشهد بأن مستوى الخدمة المقدمة لحسن الحظ لم يتأثر أبدًا على الرغم من عرض السوق المحدود وسلسلة التوريد المتقطعة لموردينا الرئيسيين.
نستمر في تقديم ما يزيد عن 10000 وجبة يوميًا، ولنا الفخر في أن شركة جي أس أس بالسودان لم تتقاعس أبدًا في تقديم وجبة ساخنة لأي من عملائنا منذ تفشي الوباء، حيث أشاد كبار المسؤولين التنفيذيين للشركاء بجهودنا المبذولة في هذا الصدد، كما نشعر بالفخر بقدرتنا على ذلك للحفاظ على هدفنا المتمثل في تقديم جودة الحياة في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها.
كيف استطاع الفريق الحفاظ على دوافعه في مواجهة التحديات؟
نشدد على مشاركة أهداف الشركة وضمان إيضاحها للجميع في المؤسسة؛ ومن الجدير بالذكر أن يتمتع الجميع بفهم واضح لكيفية تأثير تصرفاتهم الفردية على نتائج شركتنا تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا.
ونركز على خلق بيئة إيجابية من خلال العمل على تعزيز روح الفريق والإدارة، بينما نشجع على المنافسة الصحية والودية؛ ويعد الأداء الفردي والجماعي في أي مؤسسة قائمة على النتائج أمرًا أساسيًا عند إجراء التقييمات، ويعتبر الاعتراف بالعمل الجيد عنصرًا أساسيًا في كيفية إنجاز الأشياء. من خلال مكافآت Winning Hearts، تمكنا من تقدير ومكافأة أصحاب الأداء العالي، وأصحاب المواقف الإيجابية ممن يعتقدون أن لكل مشكلة حل وأن الإرادة تصنع المعجزات.
في ظل بلوغ الوباء ذروته في السودان، اقتربنا من فريقنا اكثر لحمايتهم وتلبية احتياجاتهم. كما حرصنا على عقد جلسات توعوية ضرورية، وتقديم أفضل معدات الحماية وإتاحة وسائل النقل عند توقف النقل العام؛ وبمساعدة وزارة الصحة، تمكنا من تنظيم جلسات التطعيم في مكاتبنا؛ واعتبارًا من اليوم، تلقى جميع موظفي جهاز الشركة بالسودان جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19
كيف يبدو الوضع الراهن؟
كان ولا يزال لفيروس كورونا آثاره الوخيمة على الشعب السوداني من حيث سهولة الحركة، بينما يبدو الوضع أكثر استقرارا ونتفائل بشأن المستقبل ولا سيما أن خطوات إجراء التطعيم تتم بالتأكيد في الدولة.
على الرغم من ارتفاع التضخم، حيث بلغ المعدل في شهر يوليو ما يزيد عن 400٪ في الأطعمة والمشروبات، على سبيل المثال، أظهرت الدولة بعض التطورات الإيجابية.
قطع السودان شوطًا طويلًا في إعادة اندماج المجتمع الدولي بعد رفع العقوبات والحصول على إعفاء من ديون نادي باريس؛ وتُعيد الدولة الآن دمج الأنظمة المصرفية الدولية في بعض البنوك.
في ظل هذه التطورات، نتوقع إتاحة العديد من الفرص الجديدة في الدولة حيث يظهر العديد من المستثمرين الأجانب اهتمامهم بالسودان، لا سيما في قطاعات النفط والغاز والتعدين؛ وينجذب المستثمرين إلى الدولة بسبب الإمكانيات غير المستغلة لأكثر من ثلاثين عامًا- بينما في العديد من المناطق الأخرى من العالم، تم بالفعل استغلال العديد من الموارد الطبيعية؛ ويتمتع السودان بإمكانيات هائلة من الذهب واليورانيوم والنحاس وغيرها، وجميعها مثيرة للإهتمام للمستثمرين.
نناقش بالفعل مع الشركات الدولية والشركات متعددة الجنسيات الشراكة والفرص المستقبلية؛ وبالطبع، في ضوء إتاحة الفرص الكبيرة، تظهر منافسة كبيرة من المنافسين متعددي الجنسيات الذين يشرعون في دخول السوق السودانية.
في رأيك، ما موقف شركة جي أس أس بالسودان تجاه المنافسين الحاليين والمحتملين؟
أثق من موقفنا وأرى أنه جيدًا؛ ولا نزال نتخذ خطوات مدروسة للتأكد من تقديم فريقنا لأفضل مستويات الخدمة. نركز على تدريب فريقنا وتطويره للتأكد من استعدادهم لمواجهة أي وافدين جُدد وأنهم قادرين على حماية حصتنا في السوق.
نتمتع بميزة تنافسية نظرًا لأننا لسنا مجرد جزء من مجموعة دولية، ولكننا أيضًا على دراية جيدة بالسوق المحلي من واقع خبرتنا العملية في السودان منذ عقود؛ ويمنحنا ذلك توازنًا فريدًا من الخبرة والمعرفة الدولية، بالإضافة إلى المعرفة المحلية وكيفية التحمل في مواجهة متطلبات السوق المحلية؛ ونظرًا لوجودنا الراسخ في الدولة، نحن قادرون على الاستجابة للتغيرات في السوق استجابة سريعة، وكذلك لأي تطورات تشهدها الدولة في الوضع السياسي والاقتصادي. ومن هذا المنطلق، نتمتع بالتأكيد بميزة تنافسية!