
دعوة للتفاؤل الحذر
بينما نستقبل العام الجديد ونتأمل العام المنصرم، التقينا بماريك شيريدان، الرئيس التنفيذي لدينا، لنعرف المزيد عما مثله عام 2021 للمجموعة، وما الذي يجب أن نتطلع إليه في عام 2022.
كيف كان عام 2021 بالنسبة لمجموعة بي أم أم آي؟
لقد عقدنا آمالاً على أن يكون عام 2021 أفضل إلى حد كبير من عام 2020، ولا سيما أننا شهدنا بداية فتح جسر الملك فهد الذي يربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وعودة قطاع الضيافة إلى العمل في نهاية عام 2020، ودعم ذلك العمل الرائع الذي قامت به السلطات في البحرين لحماية مجتمعنا بضوابط معقولة وحملة تلقيح استباقية بشكل كبير. وبناءً على ذلك، كان لدينا دافع للتفاؤل بعض الشيء، ووضع ميزانيتنا وفقاً لذلك.
ومع ذلك، وفي مطلع عام 2021 مباشرةً، شهدت البحرين موجة جديدة من حالات فيروس كورونا كبقية العالم والتي أدت إلى توقف قطاع الضيافة في البحرين عن العمل. وكانت هناك أيضاً ضوابط إضافية مفروضة على الحدود وقيود مطبقة أدت جميعها إلى عدم الانطلاق بالشكل الذي كنا نأمله.
ومع ارتفاع مستويات عمليات التلقيح وتراجع معدلات العدوى، بدأت السوق في التعافي في منتصف عام 2021 وبدأنا نشهد قدوم المزيد من الزوار بعد فتح جسر الملك فهد وأخذت أعمالنا تحظى بالزخم. ولكن للأسف، واجه مجتمع الأعمال عندئذ تحدياً آخراً، فقد بدأت سلسلة التوريد العالمية تشهد عرقلةً كبيرةً بسبب نقص الحاويات وازدحام الموانئ أو منع الوصول إليها أو إغلاقها والتغييرات في المسارات والطرق. وحتى إن أمكن الحصول على حاويات للبضائع، فقد وصلت رسوم الشحن إلى أربعة أضعاف أو أكثر، لتؤثر بشكل كبير على توافر البضائع وتكاليفها. بالإضافة إلى ذلك، بينما كان العام يتعثر في طريقه للوصول إلى النهاية، فوجئ العالم بنبأ ظهور متحور أوميكرون، ليثير الشك والخوف من جديد.
كيف جابه الفريق تلك التحديات؟
كعادته، أظهر فريق العاملين لدى بي أم أم آي قدراً كبيراً من الصمود والمرونة، إذ تكيف مع المتغيرات للحد من الآثار السلبية وتعظيم العائد المحقق لنا. وواصلت لجنة إدارة الأزمات لدينا توجيهنا خلال الجائحة وساعدتنا في حماية موظفينا وموردينا وعملائنا. فخوض غمار تلك المعركة في النصف الأول من العام تطلب طاقةً كبيرةً ولقد أثارت إعجابي الشديد الكيفية التي وظف بها فريق المجموعة مستويات طاقاتهم لترتفع بشكل مستمر في مواجهة التحدي التالي؛ وذلك حتى لا تثبط همتهم بسبب الأمور التي لا يستطيعون تغييرها ويركزوا بدلاً من ذلك على المجالات التي يكون فيها التغيير ممكناً.
ما هي بعض أبرز الأحداث والإنجازات التي تحققت خلال العام؟
حسناً، لقد تبادر إلى ذهني عدد منها، ومع الأسف لا يمكنني ذكرها كلها في هذا المقام.
قام فريق المشروبات بعمل استثنائي في تقديم خدمات الطلب من السيارة، ففي شهر يونيو، عندما كانت تُطبَّق بروتوكولات صارمة والإغلاق الشامل، قدمنا خدمات لعدد 70,000 سيارة!
وبالنسبة للسلع الاستهلاكية سريعة التداول، فقد حظينا بالتقدير من شركة ووكرز، التي حصلنا مؤخراً على توكيل منها، لتنشيط علامتها التجارية وهي تضرب بنا المثل حالياً في تطبيق أفضل الممارسات على مستوى العالم للتوزيع بواسطة طرف خارجي وكيفية إدارة علامة تجارية. هذا إلى جانب اعتراف كارفور بنا بوصفنا موزع يُوصى بالعمل معه والذي يوضح لماذا نجذب باستمرار المزيد من العلامات التجارية للانضمام إلى مجموعة عملائنا.
وقد كانت أعمال التعهيد والتوريد في أوجها، وهي موضع تنفيذ استراتيجيتنا. فهذا النموذج أقل كثافةً من ناحية رأس المال وموجه إلى أن يكون أحد أكبر العوامل المساهمة في نمو إيراداتنا في ميزانية عام 2022. ولقد حصلنا أيضاً على عقد مهم لمدة خمس سنوات مع شركة تطوير، والذي يدخل إلى حيز التنفيذ في مطلع هذا العام ويشكل إنجازاً كبيراً. علاوةً على ذلك، تمكنا من الاحتفاظ بعقد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جيبوتي، مما ساعد على توفير الاستدامة في قطاع الأعمال هذا.
وأعتقد أيضاً أن فريق الخدمات اللوجستية لدينا يستحق الكثير من الإشادة والتقدير، فقد نجح في إدارة مستودعان عن طريق العمل الجاد والشاق من دون توسيع الفريق. فهو حقاً الركيزة التي تقوم عليها مؤسستنا وقد دفعنا دوماً للاستمرار. وعلى جانب الضيافة، يمثل ماكجتيجانز أحد أفضل المنافذ أداءً في البحرين بالرغم من القواعد الصارمة التي نطبقها بخصوص التباعد الاجتماعي والسلامة.
ومن ناحية الجودة والشهادات التي حصلنا عليها، فقد خضعنا إلى 13 عملية تدقيق خارجي دولي مختلفة في عام 2021، وقد اجتزناها كافةً من دون حالة عدم مطابقة أو ملاحظة خطيرة واحدة! ويمثل هذا حقاً مثالاً استثنائياً غير مسبوق على كيف أن تحمل المسؤولية وبذل أقصى جهد يؤتي ثماره. ويجب أن يشعر فعلاً فريق نظام الإدارة المتكامل والأقسام التي خضعت للتدقيق بالفخر والرضا لتحقيق مثل هذا الإنجاز.
ولتتويج كل ما حققناه بالنجاح، وفي انتظار التأكيد على ذلك، نأمل أن نكون قد التزمنا بالمسار الصحيح لتحقيق ميزانية مجموعتنا لعام 2021. ففي حين كانت ميزانية عام 2021 أقل بشكل كبير من ميزانيات الأعوام السابقة على جائحة فيروس كورونا، وضعت أيضاً هدفاً صعب التحقيق، ولذلك كان هذا إنجازاً رائعاً حققه الفريق في ظل الاضطرابات العالمية والإقليمية التي شهدناها على مدار العام.
وصدقاً، يوجد العديد من الإنجازات التي يمكن أن نفتخر بها في كل من الأقسام التجارية وأقسام خدمات الدعم، على الرغم من جميع التحديات التي واجهناها في عام 2021. وما زال الفريق يقوم بعمل رائع!
ما الذي يجب أن نتطلع إليه في عام 2022؟
أعتقد فعلاً أن تعافينا سيستمر - نعم متحور أوميكرون يشكل تهديداً، ولكن البحرين كانت تدير الأزمة بشكل استباقي إلى حد كبير ونعمل الآن على حملة تعزيزية للمساعدة في حماية المجتمع؛ ولذلك، يوجد دافع للتفاؤل الحذر. ومع ذلك، أرى أن المشكلات المتعلقة بسلسلة التوريد العالمية ستستمر حتى الربع الثاني على الأقل من عام 2022. ويشكل ذلك ضغطاً على الأسعار، حيث إن التكلفة التي نتكبدها للبضائع ترتفع، ويعني هذا وجوب أن نكون واضحين بشأن الكيفية التي نخطط بها لإدارة ذلك مع عدم الجور على عملائنا والمستهلكين. ويلزم علينا أيضاً الاستعداد لمضاعفة ضريبة القيمة المضافة في البحرين، الأمر الذي سيؤثر كذلك على إنفاق المستهلكين. فعام 2022 سيكون صعباً على عملائنا، ولذلك يجب علينا أن نتفهم وضعهم وأن نعمل على تسويق المنتجات والخدمات التي نقدمها بأفضل شكل ممكن، حتى تظل مناسبةً ونحتفظ بولائهم، ونحقق في الوقت ذاته عائد تجاري لشركائنا.
وبناءً على ذلك، وضعنا ميزانيةً قويةً لعام 2022 نركز فيها فعلاً على إدارة التكلفة ونعمل على تحقيق نمو كبير على مستوى جميع مسارات أعمالنا. وأنا أثق تمام الثقة أن هذا الفريق قادر على تحقيق ذلك بصرف النظر عن التحديات.
وعلى الرغم من أن جميع المؤشرات تنبؤنا بأننا سنمر بعام عصيب آخر، إذا نظرت إلى زخم أعمالنا في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2021، تجد أننا نتقدم إلى الأمام ويدعو ذلك للتفاؤل. وسنعمل على إيجاد حلول لتحقيق نمو مستدام في الأرباح كما كنا نفعل دوماً، وكما أثبتنا خلال أزمة جائحة فيروس كورونا وكما سنثبت مجدداً في عام 2022.
ولقد أُجريت بعض التغييرات داخل المؤسسة جعلتنا أفضل وأكثر صلابةً وقوةً وأكثر استعداداً في مواجهة التحديات القادمة. وأرى أيضاً أن الفريق أصبح لديه رؤية موحدة واضحة جداً لاستراتيجيته لتحقيق نمو مستدام في الأرباح عن طريق مجالات التنويع الغنية بالكفاءات الأساسية، فضلاً عن أنه يركز بشكل كبير على تقديم منتجاتنا وخدماتنا بأكثر الطرق الممكنة فعاليةً من حيث التكلفة. ولذلك، وعلى الرغم من جميع التحديات الاجتماعية والمالية والاجتماعية المتوقعة في عام 2022، أثق أننا نتمتع بدرجة كبيرة من الجاهزية لخوض غمار العام.
على ذكر التغييرات المجراة في المؤسسة، هل يمكنك أن تخبرنا بالمزيد عن ذلك؟
أعتقد أن التغيير يمكن أن يكون في بعض الأحيان مثيراً للزعزعة. فمن منظور القيادة، ما نحاول تأسيسه بتوجيه من مجلس الإدارة هو التأكد من أننا مجموعة تتمتع بالسلامة على أفضل نحو ممكن لتحقيق النمو وإمكانات المؤسسة للمضي قدماً. بالطبع، أحدثت جائحة فيروس كورونا تغييراً جوهرياً في الأمور في جميع أنحاء العالم، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، وكل ما علينا فعله هو أن نتفاعل مع هذا الواقع الجديد. وأفضل طريقة للاستعداد والمضي قدماً هي دفع عجلة النمو المستدام. فإذا تمكنا من تحقيق النمو بطريقة محسوبة ومناسبة، فسنصل إلى نقطة يكون التركيز فيها على هذا النمو بدلاً من التكلفة المطلوبة لتحقيقه. وأعتقد أن عام 2022 يمنحنا الفرصة لتحقيق ذلك، لكن كان علينا أن نمر بتلك المرحلة الانتقالية من أجل الوصول إلى ذلك الهدف.
خلال العامين الماضيين اللذين غلبت عليهما الصعوبة، ظلت مجموعة بي أم أم آي ملتزمةً التزاماً راسخاً بإحداث تغيير في المجتمع. هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن ذلك؟
سنواصل دائماً تعزيز الدعم الذي نقدمه للمجتمع، لا سيما ونحن نتطور من مؤسسة موجهة نحو المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى مؤسسة قائمة على العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة. ولقد وضعنا خططاً مهمةً في برنامج أعمالنا المتعلق بالبيئة، وأطلقنا مبادرات مستمرة لدعم مجتمعاتنا.
وأنا أؤمن قلباً وقالباً بأهمية إحداث فرق، لا سيما عندما تمر المجتمعات بأوقات عصيبة، فهذه هي الأوقات التي يلزم فيها على مؤسسات مثل مؤسستنا النهوض وإظهار مدى الاستباقية التي يمكن أن نعمل بها من أجل دعم تلك المجتمعات. ويمكن أن يأتي هذا الدعم في مجموعة متنوعة من الأشكال، والتي تشمل إطلاق مبادرات للأشخاص الأقل حظاً أو الذين يعانون من صعوبات، أو مجرد تقديم المساعدة من الناحية التجارية لرواد الأعمال لتتعافى أعمالهم وتقديم التوجيه لهم.
في الختام، هل ترغب في إضافة أي شيء آخر؟
أود أن أعبر عن امتناني الكبير لما حققه الفريق في عامي 2020 و2021 في أصعب الظروف. وأشعر بجزيل الفخر لقيادة هذا الفريق وأتطلع قدماً إلى عام 2022 الذي أثق فيه أن استراتيجياتنا والتزام فريقنا بتنفيذها وفقاً لأعلى المعايير سيستمر في دفع عملية تعافينا من هذه الجائحة العالمية وكل آثارها.