
مقابلةمع الرئيس التنفيذي، ماريك شيريدان
بعد سبع سنوات في بي أم أم آي، ستنتهي فترة عمل الرئيس التنفيذي لدينا ماريك شيريدان في نهاية هذا الربع. لقد اجتمعنا مؤخرًا مع ماريك لمناقشة بعض تجاربه وذكرياته في بي أم أم آي، بالإضافة إلى مشاركة نصائحه للفريق.
كيف كانت تجربتك في الانتقال إلى البحرين؟
أعيش في دول الخليج منذ عام 1992، تنقلت خلالها بين مختلف المدن في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وأبوظبي ودبي. كنت على دراية بالبحرين لأني سافرت إليها كثيرًا، لذلك عندما انتقلت إليها أدركت أنها أهدأ من دبي، لكن ما لم أكن أتوقعه هو دفء الأشخاص الذي شعرت به هنا. يعتبر التكامل بين المواطنين والمقيمين أمرًا سلسًا وجزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية في البحرين، مما يجعله مميزًا للغاية.
هنا في البحرين، ما يقرب من نصف القوى العاملة في بي أم أم آي من البحرينيين، ويعمل الموظفون المحليون في جميع أنحاء المؤسسة، بما في ذلك المقر الرئيسي. إن اندماج المغتربين والسكان المحليين الذين يعملون معًا عن كثب أمر رائع حقًا. في الواقع، حتى في حياتي الشخصية هنا، فإن الكثير من أصدقائي بحرينيون أو سعوديون. هناك شعور حقيقي بالأصالة والواقعية في البحرين، فالناس يعملون من أجل كسب لقمة العيش وبذل قصارى جهدهم لعائلاتهم. لقد كان العمل مع الأشخاص الذين يدعمون أسرهم في بلدانهم الأم مجزيًا للغاية. أنت تعلم أنك تساعدهم على التقدم في حياتهم المهنية وبناء حياة لأنفسهم ولأسرهم وأحبائهم. هناك شعور بالاستمرارية عندما يمكنك المساعدة في تطوير مهنة شخص ما حيث تعلم أن ذلك سيؤثر على أسرته بأكملها ويكون جزءًا من تطوير البحرين - إنه حقًا "يحدث فرقًا".
كيف كان شعورك بالانضمام إلى بي أم أم آي؟
لقد كان أمرًا مشوقًا! كنت أعرف الكثير عن بي أم أم آي بسبب تاريخها مع شركتي السابقة. كنت أعرف بالفعل الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي أم أم آي، جوردون بويل، لسنوات عديدة قبل انضمامي إلى بي أم أم آي. كان هو من ألهمني للانضمام للشركة، وأنا مدين له بالكثير. وعلى الرغم من اختلاف الأساليب الإدارية بيننا، إلا أننا كنا نتشارك العديد من نفس القيم وفي جوهرنا كنا متشابهين للغاية من حيث ما يدفعنا. أعتقد أن هذا هو سبب شعور جوردون بالراحة في ترشيحي خلفًا له.
كان جوردون أيضًا مسؤولاً عن أحد الأشياء التي ألهمتني للانضمام إلى بي أم أم آي والتي فاجئتني باختلافها عن الشركات الأخرى، وهي ثقافتها (Winning Hearts) وقيمها . لطالما أذهلني مدى شمولية بي أم أم آي وما زالت كذلك. أتذكر أنه دعاني جوردن للانضمام إلى جلسة تدريبية ذات مرة، حيث كان يقوم بتدريب الأشخاص من جميع مستويات المؤسسة، عبر جميع الدرجات والوظائف. لقد أدهشني مدى ارتياح الأشخاص الذين كانوا يرفعون أيديهم ويطرحون أسئلة على الرئيس التنفيذي. لقد أسرني هذا لأنه حال أن يكون لديك أشخاص مستعدين لطرح الأسئلة والشعور بالفضول، فهذا هو المكان الذي تنشئ فيه نقطة الاختلاف. هذا يعني أنك تقوم بتسخير الجمع والعقل لكل فرد في المؤسسة. يجب أن تسمع من الأشخاص الذين يتفاعلون أكثر مع موردينا وعملائنا. إذا كانت ثقافتك لا تسمح للناس بطرح الأسئلة وتقديم اقتراحاتهم بأريحية، فلن تصل أبدًا إلى المكان الذي تريده، لكن جوردون والفريق من حوله حققوا ذلك وكان شيئًا مميزًا للغاية.
لقد استطعت البناء على هذا الأساس العظيم. لقد لاحظت أن الناس لا يحبون تحدي بعضهم البعض لأنهم يخشون أن يكون ذلك فظًا أو يُنظر إليه على أنه يهاجم شخصًا ما. عندما تتحدى شخصًا بأدب واحترام وفي الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، فأنت لست فظًا أو تحاول التصغير من شأنه، ولكنك تحاول تحسين الأمور وهذا هدف نتشاركه جميعًا. إذا كنت تتحدى نفسك والآخرين بالطريقة الصحيحة وللأسباب الصحيحة، عندها فقط سنتحسن جميعًا.
علينا أن نستمر في سؤال أنفسنا عما إذا كان ما نقوم به قد حقق ما نريده، وحتى لو نجح في ذلك، فكيف يمكن القيام به بشكل أفضل؟ هذه هي مسؤوليتنا - أن نكون أفضل ما يمكن أن نكونه. لهذا السبب قمنا بتغيير حرف R في قيمنا (Winning Hearts) إلى Responsibility أو المسؤولية، وهي أيضًا الطريقة التي نصل بها إلى ما أصبح جوهر علامتنا التجارية: "إحداث فرق".
ما أكثر الإنجازات التي تفتخر بها؟
بصراحة هناك الكثير من الأشياء التي حققها الفريق وأنا فخور بها!
عندما توليت هذا المنصب كان من الواضح أننا بحاجة إلى مراجعة توجه أعمالنا في شركة "جي أس أس"، نظرًا لأن عددًا من أسواقها لم يكن أداؤها جيدًا. شعرت أن من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها هي تعزيز هذا العمل ومن ثم إعادة وضع إستراتيجياته، وبالتالي فقد عملت عن كثب مع روبرت وفريقه ومجلس الإدارة لتحقيق ذلك. لقد كانت رحلة طويلة حيث اضطررنا إلى الخروج من بعض البلدان، ولكن لدينا الآن عملًا مركّزًا، مع المحرك الحقيقي للنمو في "جي أس أس" هو أعمال التعهيد والتوريد. كوننا أحادين التفكير في هذا الاتجاه قد أدى إلى نتائج جيدة حقًا. بالطبع، لا يوجد تقدم يحدث بدون بعض المتاعب، لكننا نرى الآن هذا العمل بوضوح أكبر بكثير مما رأيناه من قبل. يسعدني أن لدينا الآن توجهًا لذلك وكيف يدعم ذلك استراتيجية مجموعتنا - يجب منح كل الفضل للفريق لدعم هذا التغيير وقيادته.
وبالمثل، كانت أعمال المطاعم لدينا في عام 2017 لا تبلي بلاءً حسنًا وتحتاج إلى بعض التغيير في الاتجاه. لقد تنوعنا في مجال أعمال جديد لم نكن مجهزين جيدًا لإدارته بشكل مباشر. لذلك قمنا بتحويل تركيزنا - نحن نتفوق في تقديم الدعم فيما يتعلق بممتلكاتنا، والخدمات اللوجستية لدينا، وخدمات الدعم، وبالطبع أعمالنا الخاصة بالمشروبات وأنشطة الفنادق والمطاعم والمقاهي والخدمات الغذائية، لذلك قمنا بإعادة هندسة وجودنا في هذا القطاع وجلبنا مطعم McGettigan’s كمشروع مشترك والذي يعد من أنجح المنافذ على الجزيرة حتى يومنا هذا!
أود أن أقول أيضًا التجارة الإلكترونية. أعتقد أننا بدأنا بداية جيدة بها، ولكن لم يُنظر إليها إلا على أنها دعم للقنوات الموجودة. لقد جلبنا الآن رئيسًا للتجارة الإلكترونية ولدينا فهم حقيقي لما يتعين علينا القيام به لتطوير إستراتيجيتنا. وأعتقد أن ذلك أثمر عن أنه يمكننا بالتأكيد في المستقبل إنشاء منصة رائعة للنمو وحماية الأعمال الحالية لشركة بي أم أم آي مع تطورنا.
والأهم من ذلك، أعتقد أنني استمتعت برؤية التطور الذي تم تحقيقه على مستوى الأفراد. فأنا أحب التدريب وأستمتع برؤية الناس وهم يتطورون. على مدى السنوات السبع الماضية، رأيت الناس يتطورون، إما في الأدوار التي كانوا يقومون بها بالفعل أو في أدوار أكبر. هذا شيء يدعو للفخر حقًا لأي قائد. وفي رأيي. إنها ليست فقط معالم للمؤسسة، ولكن الأفراد أيضًا. النمو الشخصي يقود النمو المؤسسي، مما يؤدي إلى دورة تكرارية إيجابية من النمو المتبادل وبالتالي الرضا وتحقيق الأهداف.
ما هي بعض التحديات التي واجهتك تحت قيادتك؟
بلا شك، كان التحدي الأكبر هو جائحة كوفيد 19. لقد حققنا عامنا القياسي في عام 2019 من حيث الأرباح وحققنا أهدافًا لتحقيق بعض أهداف النمو القوية للغاية في الربع الأول من عام 2020. ثم جاء مارس، حيث واجهنا الضربة في البحرين.
لم يكن العالم قد تعامل مع جائحة مثل هذه من قبل، وبالتأكيد ليس في عصرنا. لقد خلق الكثير من عدم اليقين، وتطور إلى كارثة حقيقية للناس على المستوى الشخصي. خلال السنة الأولى قبل ظهور اللقاحات، أتذكر الرعب الذي شاهدناه جميعًا على أجهزة التلفزيون لدينا. كان الناس مرعوبين وكان الكثير منهم يموتون. لم يكن هناك كتاب مكتوب لنا لنتبعه في مواجهة هذه التحديات الضخمة.
وعندما ننظر إلى استجابتنا، أجد نفسي فخورًا للغاية بما فعلناه كفريق. لقد أنشأنا لجنة أزمات تتألف من مجموعة شاملة من جميع أنحاء المؤسسة. وعقدنا العديد من الاجتماعات ووضعنا العمليات والمعايير وخطوط الاتصال. خلال تلك السنة الأولى، شعرت بالتأكيد أننا متقدمون بخطوة. على سبيل المثال، لقد طبقنا بالفعل العمل من المنزل قبل أن تقول السلطات إنه إلزامي. لقد تم إعدادنا بالفعل لذلك وفهمنا كيفية عمل مناوباتنا. كنا استباقيين، وأعتقد أن ذلك لم يساعدنا في التأقلم فحسب، بل ساعدنا أيضًا في حماية الناس وهذا شيء أفخر به. إنه مثال على كيف تساعدنا القيادة التعاونية ولكن القوية خلال بعض القرارات الصعبة والأوقات العصيبة.
كما يسعدني أيضًا أنه حتى في عام 2020 تمكنا من تحقيق ربح مع عدم الاستغناء عن أي شخص. لقد نشرنا فرقنا التي كانت غير قادرة على العمل بسبب القيود في أقسامها العادية (مثل المشروبات وبيادر) لضمان تلبية الطلب الهائل الذي أحدثه الوباء في أعمالنا في أسواق الأسرة. لقد أذهلتني روح الفريق التي أظهرناها جميعًا في عام 2020. وأعتقد أنها كانت واحدة من أصعب السنوات التي واجهها العديد من الأشخاص على المستويين الشخصي والمهني، لكن روح الفريق التي شعرنا بها في ذلك العام والشعور بالإنجاز كان مذهلاً. وعلى الرغم من أن النتائج كانت أقل مما اعتدنا عليه، إلا أنها كانت رائعة في ظل الظروف. فقبل كل شيء، نحن مؤسسة تعتمد على الضيافة - ومنها تأتي الغالبية العظمى من أرباحنا. لذلك، فلكيّ تظل قادرًا على جني الأرباح حتى عندما قضت الجائحة على هذا القطاع، فإن ذلك لا يظهر سوى عمق البراعة والعمل الجاد والتزام الفريق، فضلاً عن هيكل الأعمال للمؤسسة.
كانت مسؤولية القيادة في ذلك الوقت شاقة ومرهقة للغاية، لكنها كانت مشتركة بين الجميع، ولذلك جنى الجميع ثمارها. يجب أن نشعر جميعًا بالفخر بشكل استثنائي لكيفية توجيهنا للسفينة عبر تلك البحار العاصفة. وها نحن بعد عامين، قدنا أداءً يطابق تقريبًا أعلى مستويات ما قبل الجائحة من حيث تدفقات أعمالنا المُدارة مباشرةً.
ما هي بعض الذكريات المفضلة لديك من وقتك الذي قضيته في الشركة؟
أنا أحب الناس وأحب الضحك، وكان هناك الكثير من الذكريات الرائعة في بي أم أم آي. وسأحتفظ أيضًا بكل اللحظات التي قضيتها في المساعدة في تدريب الأفراد وتطويرهم.
ما زلت أستمتع بتذكر بعض مظاهر المفاجأة على وجوه الناس عندما يحصلون على جوائز تقديرية. أنظر إلى كل شخص على مر السنين يستحق التقدير وأفكر في مدى تقديره له. حتى عندما تقول شكراً للناس، من المدهش مدى تقديرهم للأمر، ومن الرائع فعل ذلك. أعتقد أن مبادرة "Winning Moments" كانت رائعة لأنك تتعرف على الأشخاص على الفور عندما تراهم يفعلون شيئًا رائعًا أو يقطعون شوطًا إضافيًا.
أعتقد أن كل لحظاتي المفضلة في بي أم أم آي كانت تدور حول أشخاص. على سبيل المثال، كان هناك شعور حقيقي بالاتصال والدفء الحقيقي والشعور بالهدف المشترك والانتماء سواء في حفلاتنا السنوية، أو بعض اجتماعات الموظفين على مستوى الشركة، أو لقاءات الإدارة الأوسع التي عقدناها. كل هذه اللحظات مع الناس هي أعز ذكرياتي على مر السنين.
هل لديك أي نصيحة للفريق؟
أعلم أن هناك تغييرًا في القيادة قادمًا وهذا مناسب. قد يشعر الناس بعدم الاستقرار بعض الشيء، لكن نصيحتي هي كن على طبيعتك فقط، وحافظ على حب استطلاعك ورغبتك في إحداث فرق. كن واحدًا من الأشخاص الذين يرغبون في فهم المزيد، وتحمل مسؤولية حل المشكلات، ولا تكتفي بمجرد التعامل مع الأعراض الفورية، وقم بإحداث فرق إيجابي حقيقي ودائم. الأشخاص الذين يفعلون ذلك يساعدوننا في تمييزنا عن منافسينا. وهذا ينطبق على الفريق بأكمله، على كل مستوى، من أولئك الذين يتعاملون مع العملاء كل يوم ويختارون المنتجات من على الرفوف، إلى الإدارة. نحتاج دائمًا إلى أن نسأل أنفسنا "كيف يمكنني تحسين الأمور" - تحدوا أنفسكم وابقوا على حب استطلاعكم. إنها فلسفة لها مردودها حقًا، سواء على المستوى الفردي أو التنظيمي.
وأخيرًا، كن لطيفًا، فإن الناس يتجاوبون مع اللطف. لقد رأينا بعضًا من أفضل البشر من خلال كوفيد، ولسوء الحظ، رأينا الأسوأ أيضًا. تعلم من ذلك - "اللطف" ليس ضعفًا ولا يعني أن تكون هينًا ولا يعني عدم تحدي الناس. في الواقع، من أجمل الأشياء التي يمكنك القيام بها في بعض الأحيان هو تحدي شخص ما لأن ذلك يساعده على أن يصبح أفضل ويعدّه للمزيد في المستقبل. لذا، اعتنق ذلك المبدأ وكن دائمًا إيجابيًا ولطيفًا ومحبًا للمعرفة.
أود أيضًا أن أتمنى للرئيس التنفيذي الجديد كل التوفيق في منصبه الجديد. هو يمتلك قدرًا هائلاً من الخبرة، وأنا متأكد من أن الفريق سيحقق معه إنجازات عظيمة تحت قيادته إذا دعمتموه مثل ما دعمتموني على مر السنين، فسيكون محظوظًا!